قصص الأنبياء (2): قصة طرد آدم عليه السلام من الجنة
كتب- ايهاب زكريا:
في حلقات يومية، وخلال شهر رمضان المبارك، يقدم مصراوي للقارئ الكريم قصص الأنبياء، استنادا لمصادر معتبرة في السيرة والتاريخ الإسلامي.
وفي الحلقة الثانية يقدم "مصراوي" كما ورد في قصص الأنبياء لابن كثير قصة طرد آدم -عليه السّلام- من الجنة فبعد أن أسكنه الجنّة، شعر بالوحدة؛ فلم يكن له زوجةٌ يسكن إليها، فنام واستيقظ ليجد حواء جالسةً عند رأسه، وقد خلقها الله تعالى من ضلعه، فعاشا كلاهما في الجنّة حياةً سهلة سعيدة.
وحظر االله تعالى عليه شيئًا واحدًا وأباح له كل شيء في الجنة يستمتع به كيف يشاء، إذ منعه من أكل شجرةٍ واحدةٍ فقط، كما جاء في قوله تعالى: (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ" [البقرة:35].
وعاش آدم وزوجته في سعادة وسرور مستجيبين لأمر الله تعالى حتى وسوس لهما إبليس بحقده على آدم عليه السّلام، فأتاه بصورة الناصح الأمين؛ ليأكل من الشجرة التي نهاه الله عن الأكل منها؛ قائلا له إن أكلت من الشجرة ستكون خالداً مع ملكٍ لا يبلى، وأقسم لآدم -عليه السّلام- على ذلك، واستمر بالوسوسة له؛ لينغّص عيشه ويسوقه إلى العصيان، فنسي آدم ما أمره الله تعالى به وأكل من الشجرة، فأوقعه الشيطان في المعصية.
قال تعالى: "فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ (117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ (119) فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ (122) قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ (123)" سورة طه.
وكان لباس آدم وزوجته من النور، فلما أخطأ كل منهما في حق الله وأكلا من الشجرة، تعرّيا بسبب العصيان، فأخذا يقطعان من ورق الأشجار ويستتران به، ثمّ أخرج الله تعالى آدم وزوجته من الجنّة؛ ليعيشا في الأرض في تعب وعمل وامتحان، حتى مات كلاهما.
فيديو قد يعجبك: