قصة الصحابي معاذ بن جبل مع طاعون "عمواس"
كتبت – آمال سامي:
إنه معاذ بن جبل، رضي الله عنه، الصحابي الجليل الذي أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عنه أن الله يباهي به الملائكة، فعن ابن غنم قال : سمعت أبا عبيدة وعبادة بن الصامت يقولان : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : معاذ بن جبل أعلم الأولين والآخرين بعد النبيين والمرسلين ، وإن الله يباهي به الملائكة" وهو حديث أخرجه الحاكم في صحيحه، وكان معاذ ممن جمعوا القرآن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحين جاءته سكرات الموت كان يناجي الله قائلًا: اخنق خنقك فوعزتك إني لأحبك..
عاصر معاذ رضي الله عنه طاعون عمواس حين ضرب الشام وكان واليها الصحابي الجليل ابو عبيدة بن الجراح الذي استخلفه بعده في ولاية الشام بعدما أصيب ضمن من أصيبوا بطاعون عمواس، وروى ابن كثير في البداية والنهاية عن بداية تعامل معاذ بن جبل مع الأزمة فور توليه الحكم بعد أبو عبيدة إذ قام خطيبًا وقال للناس: إن هذا الوجع رحمة بكم ودعوة نبيكم وموت الصالحين قبلكم، وإن معاذا يسأل الله تعالى أن يقسم لآل معاذ منه حظهم، وحين جاء الناس لمعاذ بعد ذلك يشتكونه ما يعانون منه من جراء الطاعون واشتداد المرض عليهم يطلبون منه ان يسأل الله ان يرفع عنهم الرجز أخبرهم أنه ليس برجز، وقال حسبما نقل الذهبي في سير أعلام النبلاء عنه: "ولكن دعوة نبيكم وموت الصالحين قبلكم وشهادة يخص الله بها من يشاء منكم..أيها الناس أربع خلال من استطاع أن لا تدركه، قالوا: ما هي، قال: يأتي زمان يظهر فيه الباطل، ويأتي زمان يقول الرجل والله ما أدري ما أنا، لا يعيش على بصيرة ولا يموت على بصيرة".
وروي ابن حنبل في مسنده قول معاذ بن جبل سمعت رسول الله ﷺ يقول: ستهاجرون إلى الشام فيفتح لكم ويكون فيه داء كالدمل أو كالوخزة يأخذ بمراق الرجل فيشهد أو فيستشهد الله بكم أنفسكم ويزكي بها أعمالكم" ودعا معاذ قائلًا: اللهم إن كنت تعلم أن معاذا سمعه من رسول الله ﷺ فأعطه هو وأهل بيته الحظ الاوفر منه فأصابهم الطاعون فلم يبق منهم أحد فطعن في أصبعه السبابة فكان يقول ما يسرني أن لي بها حمر النعم.
توفى معاذ بن جبل رضي الله عنه وهو يقول: روحوني ألقى الله مثل سن عيسى ابن مريم ابن ثلاث أو أربع وثلاثين سنة.
فيديو قد يعجبك: