"اللهم صلِّ على جرثومة الشرف" هل هي تعدٍ على مقام النبوة؟.. علي جمعة يوضح
كتبت – آمال سامي:
تحوي كتب التراث بعض الألفاظ التي تستعصي على القارئين، فيسيء البعض الظن فيمن كتبها نتيجة لأنه لم يعرف ما قصده وما معنى اللفظ المذكور، خاصة أن تلك الكتب كتبت بلغة ومصطلحات أهل عصرها، ومن تلك الكلمات "جرثومة الشرف" التي وردت في كتاب "دلائل الخيرات" والتي يصدم البعض منها، يوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، معنى تلك الكلمة، وكذلك يبين لماذا لا يتم حذف مثل تلك الكلمات من كتب التراث.
في إحدى حلقات برنامجه "والله أعلم"، ذكر الدكتور علي جمعة تعبير صاحب دلائل الخيرات في صلاته على النبي قائلًا: "اللهم صل على جرثومة الشرف"، وقال جمعة إن كثيرا من الناس لا يعرفون معنى "جرثومة" ويظنونه تعديًا على مقام النبي صلى الله عليه وسلم، مضيفًا أنها ليست بالمعنى الذي تم استخدامه في الطب كالفيروسات والبكتريا، فمعنى "جرثومة" عند العرب أصل الشيء أو سببه، فجرثومة الشيء أي أصله، فجرثومة الأنفلونزا مثلًا تعني ما أصلها وما سببها، فلما يقال "جرثومة الشرف" أي أصل الشرف، أي الأصل الأصيل للشرف غير المخلوط به شيء، فهي تعني الصافي النقي، "لأن الجزولي من القرن الثامن الهجري فيتحدث باللغة التي تعلمها من العربية"، يقول جمعة موضحًا أن جرثومة لها معنى صحيح وقوي في اللغة، ويرد جمعة على من يطالب بتغيير تلك الكلمات من التراث بأن ذلك ليس منهج علماء المسلمين، فإذا فعلوا ذلك قد يأتي فيما بعد من يقول إنهم غيروا ما وصلهم من علوم "بدل ما نغير نعلم".
ويعد كتاب "دلائل الخيرات" من أشهر الكتب التي جمعت فيها صيغ الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لمؤلفه محمد بن سليمان الجزولي المتوفي سنة 870 هـ، وينقسم الكتاب إلى سبعة أقسام بعدد أيام الأسبوع لكل يوم فيها صيغة من الصيغ للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وفي مقدمة الكتاب دعاء بأسماء الله الحسنى وأسماء النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقول الجزولي في افتتاح دلائل الخيرات: "الحمد لله رب العالمين، حسبي الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم إني ابرأ من حولي ومن قوتي إلى حولك وقوتك، اللهم إني اتقرب إليك بالصلاة على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك سيد المرسلين، صلى الله تعالى وسلم عليه وعليهم أجمعين امتثالًأ لأمرك وتصديقًا له ومحبة فيه وشوقًا إليه وتعظيمًا لقدره ولكونه صلى الله عليه وسلم أهلا لذلك فتقبلها مني بفضلك، واجعلني من عبادك الصالحين، ووفقني لقراءتها على الدوام بجاهه عندك وصلى الله علي سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين".
ولاقى الكتاب نقدًا من البعض معتبرين أن سند بعض ما جاء فيه غير صحيح أو أن به أخطاء خاصة علماء السلف لتحريمهم التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، بينما يرى الدكتور علي جمعة خلاف ذلك، وقد نشر على صفحته الرسمية منذ حوالي ثلاثة أعوام نص الكتاب معلقًا: "نأذن للناس إذنًا عامًا بقراءة دلائل الخيرات".
فيديو قد يعجبك: