ترك التطوع والتزم بالفرائض وحدها.. فهل يدخل الجنة؟.. حديث نبوي يحسم
كتبت – آمال سامي:
ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه حين أتاه النُّعْمانُ بنُ قَوْقَلٍ قائلًا: يا رَسولَ اللهِ، أرَأَيْتَ إذا صَلَّيْتُ المَكْتُوبَةَ، وحَرَّمْتُ الحَرامَ، وأَحْلَلْتُ الحَلالَ، أأَدْخُلُ الجَنَّةَ؟ فقالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: نَعَمْ. وفي رِوايَةٍ: ولَمْ أزِدْ علَى ذلكَ شيئًا.. فكيف فسر علماء الأمة هذا الحديث؟
يقول القرطبي في كتابه "المفهم" إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يذكر للسائل أي شيء من عبادات التطوع وهو ما يدل على جواز ترك التطوع جملة، لكن يعلق القرطبي على ذلك قائلًا "من تركها ولم يعمل شيئًا فقد فوت على نفسه ربحًا عظيمًا وثوابًا جسيمًا"، بل ذهب القرطبي إلى أبعد من ذلك، حيث قال أن من داوم على ترك شيء من السنن كان نقصًا في دينه وقدحًا في عدالته.
من ناحية أخرى، يعلق الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، على الحديث في شرحه للأربعين النووية، قائلًا إن الحديث السابق يدفعنا ألا نتكبر بعباداتنا على الآخرين، فمن نتكبر عليه قد يسبقنا في دخول الجنة وقد يكون أكثر رضا عند الله منا، ولذا فالرجل الذي سئل رسول الله عن الحد الأدنى سأله عن حل الحلال وعن حرمة الحرام وأن هذا هو الذي يرضي الله سبحانه وتعالى، وأشار جمعة إلى أنه قد أبيح لنا في هذا الحديث بأن نتمتع بكل ما أراده الله لنا من حلال.
لكن في بعض الأحيان قد يترك المسلم شيئًا من الحلال خشية أن يقع في الحرام وهذا ما يسمى بالورع، يقول جمعة مضيفًا أن الصحابة، رضي الله عنهم، كانوا يتركون سبعين بابا من الحلال حتى لا يقعوا في باب واحد من الحرام، وأضاف جمعة كذلك أن الحديث يبين الفارق بين حد الحلال والحرام وان من التزم به دخل الجنة، وبين التقوى وزيادة الورع وان الله سبحانه وتعالى لا يضيع من أحسن العمل فيها، وذكر جمعة أن التفرقة بين الحالين فقدت عند الكثير من المسلمين، "فرأينا من يتنطع في دين الله ومن يتشدد في الدين..وقد قال النبي هلك المتنطعون ونهى عن التشدد وعن الخروج عن سنته في العبادة"، واشار جمعة إلى نصيحة النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين أن يعبد كل منهم الله على قدر طاقته.
فيديو قد يعجبك: