إعلان

في ذكرى توليه حكم مصر.. ما لا تعرفه عن "الملك الصالح"

05:17 م الإثنين 05 أغسطس 2019

مدرسة وقبة الملك الصالح نجم الدين أيوب- ويكيبيديا

كتبت- آمال سامي:

"كان مهيبًا عزيز النفس، عفيفًا طاهر اللسان، كثير الصمت، وقور، وكان جبارًا ذا سطوة وعظمة، وكان نصيحًا حسن المحاورة بعيدًا عن الفواحش، وكان حسن السيرة وفصيح اللسان".. هو نجم الدين أيوب بن الملك الكامل محمد بن العادل أبي بكر بن أيوب الملقب بأبي الفتوح، وهو سابع سلاطين الأيوبيين في مصر، ولد في القاهرة عام 603 هـ، 1206م ، وكانت أمه جارية سوداء تدعى "وردى المنى".. وقد تولى حكم مصر في مثل هذا اليوم 4 من ذي الحجة سنة 637 هـ.

في الثانية والعشرين من عمره جعله أبوه على حكم مصر وأعطاه ولاية العهد ووصفه بالملك الصالح حين خرج بجيشه إلى الشام لحصار الناصر داود، حسب مجلة العلوم الإسلامية بجامعة الموصل، لكن بوشاية زوجة أبيه "أم العادل" نحاه الكامل عن ولاية العهد، حيث أرسلت له بعد انتصاره على الملك داود وادعت ان الملك الصالح عزم على الاستيلاء على الحكم واشترى ألف مملوك من مماليك الأتراك لتكون لديه قوة تنافس قوة جيش السلطان، وانه قد اخذ مالا من التجار وأسرف في الانفاق من بيت المال، فأسرع بالرجوع واتخذ عدة قرارات من بينها تنحية نجم الدين عن ولاية العهد ومال إلى ابنه الآخر "العادل" وعين نجم الدين ايوب على بلاد سنجار وأمد وحصن كيفا. وبعد وفاة الملك الكامل في سنة 635 هـ، قسم ملكه على أبنائه، أبي بكر ابن الملك العادل، وتولى الملك الجواد يونس نائبًا على دمشق عن ابن عمه العادل، وتولى الملك الصالح نائبًا عن أخيه على حكم ممالك الشرق وديار بكر.

كيف وصل الصالح أيوب إلى حكم مصر؟

لم تكن سياسة الملك العادل ترضي المصريين، فتحركت مجموعة من أمراء مصر إلى الملك الصالح والتقوه وأخبروه بأنهم يدعمونه في حكم مصر بديلًا عن أخيه العادل، فتحرك الملك الصالح بجيشه وأمراء مصر إلى نابلس في طريقهم إلى مصر انتظارًا لدعم عمه الصالح إسماعيل، لكنه خدعه ولم يدعمه بل دخل دمشق واحتلها ومعه أسد الدين شيركوه، وقام الصالح إسماعيل باعتقال الأمراء الدمشقيين والمصريين فيما يشبه مذبحة القلعة، حيث وعدهم بالإحسان والإنعام إذا ما وصلوا دمشق، وبمجرد وصولهم حبسهم في قلعة الغرباء وقتلهم في المقابر الصوفية، ثم قام الناصر داود بارسال جيش يعتقله هو ومماليكه في بيوتهم، واحضروه إلى الكرك عند الناصر داوود، وظل معتقلًا فترة استمرت سبعة أشهر.

لكن جيوش من أمراء دمشق ومصر حاربوا الملك العادل حتى قيدوه واعتقلوه، وخرج الملك الصالح أيوب من معقله وملّكه المصريون عليهم في مثل هذا اليوم 4 من ذي الحجة سنة 637 هـ وفقا لبعض المصادر.

هزيمة الصليبيين بحيلة شجرة الدر

شن الصليبيون حملة على مصر بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا عام 642 هـ، 1244م، بعد سقوط بيت المقدس للمرة الثانية في يد الصالح أيوب وحلفائه من الخوارزمية عام 642هـ، حسب كتاب "المقريزي..مؤرخ الدول الإسلامية في مصر"، حيث أبحرت الحملة من قبرص لتكون دمياط هي معبر الصليبيين إلى مصر، فعسكر الصالح أيوب بجيشه هناك، وأمر بتحصينها وتزويدها بالزخائر والمؤن ووضع فيها حامية من عرب بني كنانة، وعسكر في المنصورة وأرسل جيشًا على رأسه فخر الدين ابن الشيخ، وحدثت مناوشات هناك بين الصليبيين وجيش فخر الدين هزموا فيها واضطر للتراجع بالجيش، فتركها أهلها وسقطت بسهولة في قبضة الصليبيين.

كان الصالح أيوب مريضًا في ذلك الحين، وفي الوقت الذي كان يفكر فيه الصليبيون في الزحف إلى القاهرة، توفي الملك الصالح أيوب، لكن زوجته شجرة الدر قامت بتدبير شئون الدولة وأخفت خبر موته لئلا تفت وفاته في عضد الجيش وتحدث فتنة بين رعيته، وفي الوقت نفسه راسلت ابنه وولي عهده تورانشاه تستعجله الرحيل من ولايته بحصن كيفا للقدوم إلى مصر وتولي السلطنة بعد أبيه.

استطاع توران شاه والمماليك البحرية الصالحية هزيمة الصليبيين بعد ان سلمته شجرة الدر مقاليد الأمور، ووقع الملك لويس التاسع ومن معه في الأسر وسجنوا بدار القاضي فخر الدين بن لقمان بالمنصورة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان