قبل 401 سنة.. قصة السيل الذي هدم جدار الكعبة فأعيد بناؤها بشكلها الحالي
كتب – هاني ضوه :
تعرضت الكعبة المشرفة لكثير من الحوادث الطبيعية على مر التاريخ، التي أدت إلى تهدم أجزاء من الكعبة وإعادة بنائها، لعل أشهرها السيل الذي أغرق الحرم المكي الشريف وأدى إلى تصدع أجزاء كبيرة من بناء الكعبة، وكان ذلك في مثل هذا اليوم 19 من شعبان سنة 1039 هجريًا في عهد الخلافة العثمانية.
ما حدث أنه في يوم الأربعاء 19 من شعبان قبل 401 سنة هطلت أمطار غزيرة على مكة المكرمة حيث بدأت هذه الأمطار الشديدة في الازدياد من من الساعة الثانية من صباح هذا اليوم، وانهمرت المياه على الجبال المحيطة بالحرم المكي الشريف حتى دخلت السيول إلى الحرم المكي ليرتفع منسوب المياه فيها ليغطي نصف جدار الكعبة المشرفة، ويؤدي إلى تصدعها.
وقد ذكر محمد علي بن علان الصديقي المكي في كتابه "إنباء المؤيد الجليل مراد ببناء بيت الوهاب الجواد"، ما أحدثه السيل في الكعبة، وهو كتاب يتحدث عن تاريخ عمارة الكعبة المشرفة خاصة في عهد السلطان العثماني مراد الرابع.
فبعد أن غطت مياه السيل نصف جدار الكعبة المشرفة أدى ذلك إلى سقوط الجدار الشامي من الكعبة، وحينها انتفض السلطان العثماني والمسؤولون عن البيت الحرام، وقاموا بنقل قناديل الكعبة حينها إلى منزل سادن الكعبة الشريفة محمد بن أبي القاسم الشيبي حتى إعادة ترميمها.
ووصف المؤرخ محمد طاهر الكردي في كتابه "التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم" أن بناء الكعبة لم يصمد كثيرًا أمام السيول وتهدمت الجدران نتيجة للسيول والأمطار الغزيرة التي تعرضت لها مكة المكرمة، وتحول هذا المطر إلى سيل عظيم، داخل المسجد الحرام والكعبة، وبلغ منتصفها من الداخل وحمل جميع ما في المسجد من خزائن الكتب والقناديل والبسط وغيرها، وخرب الدور واستخرج الأثاث منها، ومات بسببه خلق كثير. وسقط جدارها الشامي وجزء من الجدارين الشرقي والغربي، وسقطت درجة السطح، لذلك أمر السلطان مراد الرابع بسرعة عمارتها". وهي العمارة التي عليها الكعبة المشرفة في صورتها الحالية.
واستعان حينها السلطان مراد الرباع بمهندسين مصريين في إعادة بناء وإعمار الكعبة المشرفة بعد السيل وقاموا بإعادة بنائها وفق الشكل الأصلي واستغرقت عمارتها حوالي 6 أشهر، وذلك في عهد محمد علي باشا والي مصر في ذلك الوقت تحت خلافة السلطان مراد الرابع السلطان العثماني.
فيديو قد يعجبك: