إعلان

فقيهات علّمن الفقهاء.. 8 نساء تلقى العلم على أياديهن كبار العلماء

03:20 م الجمعة 08 مارس 2019

ارشيفية

كتب – هاني ضوه :

على عكس ما يعتقد البعض، كان للمرأة حضور قوي في الحضارة الإسلامية، وكانت تقوم بأدوار متعددة تتنافس فيها مع الرجل أو تتشارك جنبًا إلى جنب في شتى مجالات الحياة، بل إن على مدار التاريخ الإسلامي برزت أسماء لفقيهات تتلمذ على أيديهن كبار الفقهاء من الرجال.
واليوم في ذكرى اليوم العالمي للمرأة يرصد مصراوي بعضا من سير بعض النساء من الفقيهات العالمات اللاتي كان لهن أثر كبير في إثراء علوم الدين، وتلقى العلم على أيديهن كبار العلماء في عصرهن.

أم المؤمنين عائشة

كانت أولى النساء الفقيهات التي علمن الرجال أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، فعقب انتقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفيق الأعلى ظل الصحابة رضوان الله عليهم يترددون على السيدة عائشة ينهلون من علمها، عملًا بوصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال لهم: "خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء"، بل كان لها استدراكات على بعض الصحابة الذين عرفوا قدرها، فكان الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري يقول عنها: "ما أشكَل علينا أصحابَ رسول الله حديثٌ قط، فسأَلنا عائشةَ إلا وجَدنا عندها منه عِلمًا".

الشفاء أول معلمة

السيدة شفاء بنت عبد الله .. نموذج مهم للمرأة في الإسلام، فقد كانت أول معلمة في الإسلام، وصفها الإمام ابن حجر في كتابه "الإصابة في تمييز الصحابة" بأنها "من عقلاء النساء وفضلاهن، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يبر بها فأقطعها داراً في الحكاكين بالمدينة لتسكنها، فنزلتها مع ابنها سليمان وكانت تكتب بالعربية في الوقت الذي كانت الكتابة في العرب قليلة"، فكانت كذلك أول معلمة في الإسلام، ومن ضمن من علمتهم السيدة حفصة رضي الله عنها.

خديجة القيروانية

خديجة القيروانية، هي ابنة الإمام سحنون حامل لواء مذهب الإمام مالك بالمغرب، تفرغت للعلم والتدريس حتى ماتت بكرًا لم تتزوج سنة 240 هجريًا.
قال عنها القاضي عياض في كتابه "ترتيب المدارك": "كانت خديجة عاقلة، عالمة، ذات صيانة ودين. وكان أبوها يحبها حبًا شديدًا، ويستشيرها في مهمات أموره. حتى إنه لما عرض عليه القضاء لم يقبله إلا بعد أخذ رأيها، وكذا كان يفعل أخوها محمد بعد وفاة أبيهما.
وعلاوة على إصابة رأيها، اتصفت خديجة القيراونية بالعلم كما ذكر القاضي عياض، وقد كان نساء زمانها يستفتينها في مسائل الدين ومعضلات الأمور.

أول امرأة درَّست البخاري

المحدثة الفقيهة كريمة بنت أحمد بن محمد بن حاتم المروزية، والتي ولدت في "مرو الشاهجان"، فقد تتلمذ على يديها كبار علماء عصرها وإليها ينتهى أعلى سند لصحيح الإمام البخاري، فقد كانت أول امرأة درَّست صحيح البخاري حيث كانت تشتهر برواية صحيح البخاري وإسماعه فأصبح اسمها مرتبطًا به، وأصبحت من محدثات القرن الخامس الهجري.
وبلغت درجة عالية من العلم والفَهم والنباهة وحدّة الذهن بحيث ترحَّلَ إليها أفضل العلماء لتلقي العلم منها، وعُقد لها مجلس بمكة المكرمة تجتمع فيه بالطلبة والأفاضل من رجال كل علم، وكان أكثر مَيْلها إلى الحديث، حتى بلغت فيه حدّاً لم يبلغه غيرها.
وقد بلغت كريمة المروزية من العمر مائة سنة قضتها في العلم والتعليم وذلك عام 463 هجريًا، وهو ما ذكره الإمام ابن نقطة في كتابه "التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد" فقال: " وماتت بعد أن بلغت المائة من عمرها.

الشيخة أم زينب البغدادية

كانت الشيخة الصالحة أم زينب فاطمة بنت عياش بن أبي الفتح بن محمد البغدادية (714هـ) من العالمات الفاضلات، ويذكر عنها أنها كانت تستحضر كثيراً من المغني أو أكثره. وقد انتفع بها نساء أهل دمشق، ثمّ لمّا تحولت إلى القاهرة حصل بها النفع وارتفع قدرها وبعد صيتها، وكانت قد تفقهت عند المقدسيين.

أم عبدالله زينب المقدسية

وهذه أم عبدالله زينب بنت الكمال أحمد بن عبدالرحيم المقدسية (740هـ) التي تفردت وروت كتبًا كبارًا حتى تكاثر عليها الطلبة وتزاحموا للأخذ عنها، وكان ممّن قرأ عليها ابن أختها شمس الدين محمد ابن المحب الحنبلي المعروف بالصامت، والشيخ سعد بن عبدالله السبكي.

ست العيش

كانت الشيخة أمّ عبدالله وأم الفضل عائشة بنت القاضي علاء الدين بن محمد بن علي الكنانية العسقلانية الأصل، ثمّ المصريّة الحنبلية، تلقب بـ "ست العيش" (840هـ).
جدها هو الشيخ فتح الدين القلانسي وقد تتلمذت عليه يديه، وسمعت العلم كذلك من العزّ ابن جماعة، والقاضي موفق الدين الحنبلي، وناصر الدين الحراوي، ولها إجازة من محبّ الدين الخلاطي وجماعة من الشاميين والمصريين.
برعت في العلوم حتى أن طلبة العلم والعلماء أقبلوا على مجلسها للاستفادة من علمها، وكانت من الذكاء على جانب كبير تطالع كتب الفقه فتفهم وتحفط.

الشيخة عائشة الباعونية

هي شخصية فريدة، فقد كانت فقيهة وصوفية عالمة، اسمها عائشة بنت يوسف بن أحمد بن ناصر بنت الباعوني المعروفة بالباعونية (922هـ)، وتعد هي المرأة الصوفية الوحيدة من القرون الوسطى التي سجلت اراءها الخاصة في الكتابة.
كانت عالمة عاملة نالت من العلوم حظاً وافراً، قد أجيزت بالإفتاء والتدريس، وألّفت عدّة مؤلفات، ووضعت الشروح، ولخّصت المصنفات واختصرت الكتب، وكتبت الأراجيز.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان