هل دفن "زيزي" أنثى الخرتيت من إكرام الميت دفنه.. وهل هذا حديث شريف؟
كتب - إيهاب زكريا:
بعد اكتشاف حالة نفوق أنثى الخرتيت المعروفة باسم زيزي، من قبل حارسها حين جاء لفتح بيت المبيت لإعطائها الطعام، ليكتشف تفوقها، يطرح مصراوي السؤال: هل دفن "زيزي" أنثى الخرتيت من إكرام الميت دفنه.. وهل هذا حديث شريف؟
قال الإمام السخاوي رحمه الله في "المقاصد الحسنة":
"إكرام الميت دفنه" ليس بحديث، إنما هو قول لبعض الفقهاء فقال السخاوي رحمه الله في "المقاصد الحسنة" (ص 141):
" حَدِيث: ( إِكْرَامُ الْمَيِّتِ دَفْنُهُ ) لم أقف عليه مرفوعا، وإنما أخرجه ابن أبي الدنيا في "كتاب الموت" له من جهة أيوب السختياني. قال: "كان يقال: من كرامة الميت على أهله تعجيله إلى حفرته " انتهى .
ولكن معناه صحيح ، وموافق للسنة .
لا يقال في الحيوان إذا مات: إن من كرامته دفنه، كما يقال في الآدمي، ولكن إذا كان دفنه سيدفع ضررا عن المسلمين فإنه يشرع؛ لأن دفنه يكون حينئذ من باب إزالة الأذى ورفعه عن طريق المسلمين .
وإذا كان المسلمون يتضررون به ويتأففون من رائحته، فالواجب دفنه أو طرحه بعيدا عن طرق الناس ومسالكهم، فيشرع دفنه لدفع الضرر عن المسلمين، لا لمجرد موته .
وقد روى البخاري ومسلم - واللفظ له - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "تُصُدِّقَ عَلَى مَوْلَاةٍ لِمَيْمُونَةَ بِشَاةٍ فَمَاتَتْ فَمَرَّ بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: (هَلَّا أَخَذْتُمْ إِهَابَهَا فَدَبَغْتُمُوهُ فَانْتَفَعْتُمْ بِهِ؟) فَقَالُوا: إِنَّهَا مَيْتَةٌ فَقَالَ: (إِنَّمَا حَرُمَ أَكْلُهَا) .
فحضهم على الانتفاع بإهابها، ولم يأمرهم بدفنها .
وبالنسبة للهوام والدواب ونحوها؛ هل تدفن، أو تترك مكشوفة على الأرض؟!
" فالأمر في ذلك واسع؛ لأنه لم يرد في الشرع نص يدل على مشروعية دفنها، ولا على النهي عن ذلك، والأولى دفنها لئلا يتأذى بها أحد". والله أعلم.
فيديو قد يعجبك: