إعلان

علي جمعة: أقم نفسك حيث ما أقامك الله وارض بعطائه

11:26 م الأحد 06 يناير 2019

الحكم العطائية

كتب - أحمد الجندي:

شرح الدكتور علي جمعة، مفتي مصر السابق، حكمة من كتاب "الحكم العطائية" للفقيه المالكي ابن عطاء الله السكندري رضى الله تعالى عنه يقول فيها: (لاَ تَطْلُبْ مِنْهُ أَنْ يُخْرِجَكَ مِنْ حَالَةٍ لِيَسْتَعْمِلَكَ فِيمَا سِوَاهَا : فَلَوْ أَرَادَكَ لاسْتَعْمَلَكَ مِنْ غَيْرِ إِخْرَاجٍ).

ويفسر المفتي السابق هذه الحكمة بأنها رقي بالمسلم إلى نوع من أنواع التوكل وهو عدم الطلب، فإذا كنت طبيباً مثلاً فكن طبيباً كما أنت ؛ لا يصيبك عدم الرضا عما أقامك الله فيه وتقول أنا أريد أن أتفرغ للذكر وحفظ القرآن وغير ذلك، فإن الله لم يقمك فى هذا، وأرادك على ما أنت عليه من شغل ومنفعة للناس وتخفيف لألم المرض عن الخلق، فلو فهمت ذلك وأديت عملك بحب وإتقان لرأيت نفسك حافظا للقرآن وكل ما تريده سوف يكون.

وكتب "جمعة" عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك": لا تكن متبرماً من حالتك وأقم نفسك حيث ما أقامك الله واستوفِ شروط ما طلبه منك ويجب على القاضى أن يدرس القضية جيداً، ويجب على الطبيب متابعة الحالة جيداً، ويجب على المهندس أن يكون أمينا فى عمله، ويجب على المفتى المذاكرة كى يعرف حكم الله ويَطَّلِع على الواقع ويتأنى فى فهم السؤال.

وأوجب "جمعة" على كل واحد أقامه الله فى مكان أن يكون مخلصا لله فى ذلك المكان، فإن المستشار مؤتمن، والخيانة بئست البطانة، والتقصير فى المهنة نوع من أنواع الخيانة وعدم الأمانة.

ونصح المفتي السابق بقول "يا رب وفقنى لما أقمتنى فيه"، لأن الأمر ليس مشاحنة وصراعاً ولكنه تكامل ووقوف عند إرادة الله وتمتع وتلذذ بما أقامك الله فيه، فإن أقامك فى شيء من الفقر أو الغنى أو القوة أو الضعف أو الصحة أو المرض أو الجهل أو العلم أو الذكورة أو الأنوثة فارض وسلم وعش حياة سعيدة لأن هذا الدين غايته سعادة الدارين، ولا تكون السعادة إلا بالرضا والقناعة، فلو أرادك لاستعملك من غير إخراج ولجمع لك بين مُرَادِكَ الصحيح - إن كان صحيحا - وبين ما أنت عليه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان