المفتي السابق: القلب يُبصر إذا أشرق عليه نور اليقين
(مصراوي):
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، ان القلب لا يبصر وهو مليء بالظلمات ولكن يبصر إذا أشرق عليه نور اليقين، ولذلك كان من دعاء الصالحين: "اللهم نعوذ بك من الشَّكّ والرِّيَب" أى التردد فى الإيمان والهواجس والخواطر التى تلقى في ذهن الإنسان فيجد نفسه حيران، وهذا ليس من اليقين فى شيء، ولكن اليقين هو من تكلم عنه بعض العارفين وقال: لَوْ رُفِعَ الْحِجَابُ مَا ازْدَدْتُ يَقِينًا.
وكتب فضيلة المفتي السابق، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: هذا هو ما عبر عنه سيد الخلق ﷺ عندما علم جبريل وعَلَّم الأُمَّة من بعده عندما سأله (مَا الْإِحْسَانُ؟ قَالَ : الْإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ) فهذه هى مرتبة اليقين.
ومقام اليقين لا يخالطه شك ولا ريب. فَنُورُ الْيَقِينِ إذا انعكس على القلب أحيا البصيرة فيه فرأى القلب به، فإذا رأى بنور اليقين فماذا يرى؟ {أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} .. يرى الآخرةَ بحيث إنه لا يرحلُ إليها بل يعيشُ فيها، فهو يسير بيننا على أقدامه ولكن قلبه معلق بالله مؤمنٌ بالآخرة لا يتزحزح عنها أبداً، وهو يعلم حينئذ أن الدنيا مَعْبَر لهذه الآخرة وأن هذه الدنيا هالكة فانية وإنما العبرة فى هذه الحياة الأخرى التى هى الحيوان، يعنى هى الحياة الحقيقية.
وتابع فضيلته: على ذلك فنور اليقين يكشف الحقائق كما أن النور الحسي يكشف الأشياء، وأول ما يكشف هذا النور هو أن الآخرة قريبة لا نرحلُ إليها ولا نراها بعيدة فنقطع المَفَاوِزَ إليها بل إننا نراها حاضرة معيشة (وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في الْمَسَاجِد) انتبه إلى الكلام فمن كان قلبه معلقاً بمواطن السجود وزمانها أى بالصلاة فهو يخشى أن يضيع منه العصر أو المغرب .... إلخ، وتجده يقوم سريعاً ويترك ما فى يده حتى لا يفوته الظهر، وهل هو قلق من الدنيا أم قلق للآخرة؟!... للآخرة.
فيديو قد يعجبك: