إعلان

هؤلاء تكلموا في المهد.. إحدى معجزات السيد المسيح (3/3)

07:55 م الأربعاء 02 يناير 2019

ارشيفية

كتب – هاني ضوه :

جعل الله سبحانه وتعالى في المعجزات آيات للناس تثبتهم على الإيمان وتنبههم إليه، فالمعجزة هي تذكير للغافلين والمنكرين لوجود الله عز وجل، وهي أمر خارق للعادة والطبيعة لا يقدر مخلوق أن يفعله.

ومن ضمن المعجزات أطفال وأنبياء تكلموا في المهد، وقد جاء ذكرهم في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة، وكل معجزة منها ارتبطت بحكمة من حكم الله عز وجل. ويرصد مصراوي في التقرير التالي قصة واحد من هؤلاء، وهي معجزة نبي الله المسيح عيسى ابن مريم، عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وهي معجزة كاملة، فقصة ولادته الشريفة وكلامه في المهد من المعجزات التي يقف أمامها الإنسان مبهورًا بقدرة الله عز وجل، وكذلك كلامه في المهد، تلك المعجزة التي أخرست الألسن عن أمه الطاهرة السيدة مريم العذراء البتول.

وكلام السيد المسيح في المهد هو أمر أثبته القرآن الكريم في أكثر من موضع، وكذلك ورد ذكره في الأحاديث النبوية الشريفة، فعندما حدثت معجزة ميلاد المسيح عليه السلام حملته السيدة الطاهرة مريم العذراء وعادت إلى قومها بعد أن انتبذت منهم مكانًا شرقيًا، فتعجب الناس مما حدث، وبدأت الألسن تتطالها بالاتهامات الباطلة.

هنا جاءت معجزة أخرى، فقد أنطق الله سبحانه وتعالى سيدنا المسيح عليه السلام وهو طفل رضيع في المهد فتكلم بكلامٍ عجيب أخرس كل من سمع صوته، ويروي لنا القرآن الكريم ما قاله السيد المسيح في سورة مريم: (فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا).

وورد كذلك كلام السيد المسيح في المهد في غير موضع من القرآن الكريم في سورة آل عمران في قوله تعالى: (وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ)، وفي سورة المائدة في قوله تعالى: (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ).

كما جاء في صحيح الإمام البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لَم يتكلَّمْ في المهد إلا ثلاثة: عيسى، وكان في بني إسرائيل رجلٌ يُقال له: جُرَيْج" إلى أن قال: "وكانتِ امرأة ترضِع ابنًا لها من بني إسرائيل، فمرَّ بها رجلٌ راكبٌ ذو شارة، فقالتْ: اللهم اجعل ابني مثلَه، فترك ثَدْيها وأقبلَ على الراكب، فقال: اللهم لا تجعلْني مثلَه".

وقد اختلف العلماء في هل استمرت تلك المعجزة طوال مهد السيد المسيح أم أنها تكررت أكثر من مرة، فقال أبو حيان في كتابه "البحر المحيط": "اختلف في كلامه في المهد، أكان ساعة واحدة ثم لم يتكلم حتى بلغ مبلغ النطق، أم كان يتكلم دائماً في المهد حتى بلغ إبان الكلام؟ قولان: الأول عن ابن عباس ونقل الثعالبي أشياء من كلامه لأمه وهو رضيع".

بينما قال الألوسي في كتابه "روح المعاني": "كان كلامه في المهد ساعة واحدة بما قص الله تعالى لنا ثم لم يتكلم حتى بلغ أوان الكلام، قاله ابن عباس: وقيل كان يتكلم دائماً وكان كلامه فيه تأسيس لنبوته وإرهاص لها على ما ذهب إليه ابن الأخشيد".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان