خطبة الجمعة.. الزكاة تطهير للنفس وتكافل للمجتمع
كتب- أحمد الجندي:
دعت وزارة الأوقاف جميع الخطباء والوعاظ إلى الالتزام بنص الخطبة الموحدة، مؤكدة على جميع السادة الأئمة الالتزام بنصها أو بجوهرها على أقل تقدير مع الالتزام بضابط الوقت ما بين 15 – 20 دقيقة كحد أقصى، واثقة في سعة أفقهم العلمي والفكري، وفهمهم المستنير للدين، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة من ضبط للخطاب الدعوي، مع استبعاد أي خطيب لا يلتزم بموضوع الخطبة.
وينشر مصراوي جانباً من نص الخطبة الموحدة الموزعة من قبل الوزارة:
بعد الصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين... أما بعد،،
- الزّكاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وقد حثّت الأحاديث النبوية الشريفة، والآيات القرآنية على أدائها، فقال عز وجل في كتابه الكريم: {الَّذِينَ إن مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأمُورِ} صدق الله العظيم.
- ينبغي علينا ونحن على أبواب شهر رمضان الكريم أن نستقبله بالتوبة الصادقة والعمل الصالح بالتكافل والتراحم والشعور بالآخرين.
- الشريعة الإسلامية اهتمت بتنظيم حركة المال لخطورته وأهميته الكبيرة في الحياة، وعليه يتوقف أداء الكثير من العبادات، وأمور الخلق وإعمار الأرض.
- للزكاة أثر كبير في تطهير النفس من البخل والشُّح وحب النفس للمال وإيثارها على من يحتاجها والتي تقتل هذه الأمراض التي تكون في النفس البشريّة، فيصبح الغني يساعد الفقير من مالهِ ممّا يؤثر هذا المال الذي جمعهُ ويحبّهُ الى أخيهِ الفقير.
- الإسلام أولى الفقراء والمساكين عناية خاصة وجعلهم من الفئات السعيدة بتخصيص أموال لهم في صيغة الزكاة كإنسانية راقية.
- أهمية الزكاة كبيرة فجعلها الله واجباً وقرنها الله في مواضع من القرآن الكريم بأعظم الفرائض كالصلاة، ترغيبا في أدائها وترهيبا من منعها.
- في الوقت الحالي الذي يعاني فيه الناس هو أنّهُ هناك أناس أغنياء ويزداد غناهم، وفقراء يزداد فقرهم، ومن خلال الزكاة فعندما يعطي الغني الفقير ينتج هناك تكافل في طبقات المجتمع وتقاربها من بعضها البعض.
- وقد شدد المولى عز وجل على المتهاون في الزكاة (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ).
- أما القرآن الكريم فقد حدد مصارف الزكاة لحكمة عالية وأغراض سامية (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).
- للزكاة مجموعة من الشروط حتى يتم إخراجها وقبولها وهي: أن تكون ذات ملكية تامة وكاملة للشخص الذي يود إخراجها، ومن الأموال التي تزداد وتكثر مع مرور الوقت. وتبلغ النصاب ويكون نصابها من الذهب خمسة وثمانين جراماً.
- الحكمة من مشروعية الزّكاة تُطهرُ النّفس من الجشع، والطّمع، والبخل، وتواسي الفقراء والمساكين والمعوزين، وتَسدُّ حاجتهم، وترأَفُ بحال المحرومين.
- الأغنياء هم وحدهم الذين بإمكانهم أن يمتلكوا قلوب المساكين والفقراء والأيتام وجميع طبقات المجتمع دون استثناء لكرمهم وعطائهم، وأنّ الله وعدهُ أن يزكّي مالهُ ويزيدهُ، فلا ينقص مال من صدقة، فهذا وعد الله لمن يتصدق ويزكّي بتنمية مالهِ.
- فما أحرى الأغنياء أن يقفوا بجانب الفقراء وأن يمدوا إليهم يد الرحمة والمعونة والعطف والإحسان، وما أجمل المجتمعات التي تتماسك وتتكاتف لتصل بأيدي أبنائها وسواعدهم، وتعاونهم إلى بَر الحياة الكريمة الطيبة.
- اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك.
فيديو قد يعجبك: