في ذكرى وفاة "المباركفوري".. العالم الهندي صاحب "الرحيق المختوم"
كتبت- سارة عبدالخالق:
عندما نسمع عنوان هذا الكتاب القيم الذي أثرى المكتبة الإسلامية كواحد من أهم الكتب المتخصصة في السيرة النبوية المشرفة، لا بد من ذكر اسم هذا العالم الجليل.. المعروف عنه التواضع وعدم حبه للأضواء.. صاحب العلم الغزير، إنه أحد علماء الحديث المميزين في العصر الحديث.. عالم الحديث الهندي (صفي الرحمن المباركفوري).
يرصد "مصراوي" في هذا التقرير نبذة عن العالم الجليل في ذكرى وفاته في مثل هذا اليوم، الأول من ديسمبر 2006م:
هو صفي الرحمن بن عبدالله بن محمد أكبر بن محمد علي بن عبدالمؤمن بن فقير الله المباركفوري الأعظمي.
ولد المباركفوري في 4 يونيو من 1943 م، وهو كاتب هندي اشتهر باسمه كتاب (الرحيق المختوم)، بقرية حسين آباد، على بعد ميل واحد إلى الجانب الشمالي من مباركفور، منطقة "أعظم كرة" من ولاية أتر برديش بالهند.
بدأ المباركفوري دراسته في المنزل مع القرآن تحت وصاية جده وعمه، ثم بدأ دراسته باللغتين العربية والفارسية، بعد قبوله في مدرسة دار العربة العربية، ثم التحق بمدرسة دار التعليم في مباركفور سنة 1948 م، وقد أمضى فيها 6 سنوات في دراسة المرحلة الابتدائية، كما التحق بمدرسة إحياء العلوم بمدينة مباركفور، في عام 1954 لمدة خمس سنوات، ودرس الفقه وعلوم التفسير والعلوم الشرعية.
وقد حصل عند تخرجه على تقدير امتياز عام 1961م، ثم ذهب بعدها بعدة سنوات إلى التدريس لمدة 28 عاما في مختلف الجامعات والمدارس في الهند حتى عرض عليه منصب في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وعمل عدة سنوات في الجامعة الإسلامية بالمدينة.
كان صفي الرحمن رئيسا لجمعية أهل الحديث المركزية بالهند، وباحثًا بمركز خدمة السنة والسيرة النبوية بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية.
كما تولى المباركفوري عدة مناصب أخرى منها: مدرس بالجامعة السلفية - بالجامعة السلفية، بنارس (الهند)، ومشرفا على قسم البحث والتحقيق العلمي بمكتبة دار السلام بالرياض، ورئيس تحرير مجلة محدث الشهرية الصادرة باللغة الأردية بالهند.
· الرحيق المختوم.. من أهم كتب السيرة النبوية
للعالم الجليل عدة مؤلفات بعضها بالغة العربية والبعض الآخر باللغة الأردية، ويأتي على رأس هذه المؤلفات وأكثرها شهرة والتي لاقت إقبالا شديدا من كافة الأعمار والشخصيات العلمية المتخصصة ومن العامة أيضا، ولايزال يحقق شهرة كبيرة ويطبع حتى الآن هو كتاب (الرحيق المختوم)، هذا الكتاب الذي تأثر الكاتب فيه كثيرا بأسلوب الإمام الغزالي في طريقة الكتابة، فقد استخدم نفس المفردات والمعاني والأسلوب، وقد تم ترجمة هذا المؤلف إلى 15 لغة مختلفة.
كان الشيخ المباركفوري قد قدم كتابه (الرحيق المختوم) في مسابقة رابطة العالم الإسلامي في السيرة النبوية الشريفة التي كان قد أعلن عنها في مؤتمر عقد في باكستان في وقت سابق، حيث حاز بحثه وقتها على المركز الأول ضمن أكثر من 170 بحثًا قدموا في المسابقة.
وتحدث الشيخ المباركفوري عن كتابه: "وقد قدر الله لهذا الكتاب من القبول ما لم أكن أرجوه وقت الكتابة، فقد نال المركز الأول في المسابقة، وأقبل عليه الخاصة والعامة إقبالا يغتبط عليه".
ولصفي الرحمن- رحمه الله- عدة مؤلفات أخرى باللغة العربية منها: روضة الأنوار في سيرة النبي المختار، والمصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير، ومنة المنعم في شرح صحيح مسلم، وإتحاف الكرام في شرح بلوغ المرام، وإبراز الحق والصواب في مسألة السفور والحجاب، وبهجة النظر في مصطلح أهل الأثر، والأحزاب السياسية في الإسلام، والفرقة الناجية.. خصائصها وميزاتها، والبشارات بمحمد صلى الله عليه وسلم في كتب الهند والبوذيين.
وكذلك العديد من المؤلفات باللغة الأردية منها: علامات النبوة. نعم، ولماذا إنكار حجية الحديث؟ والإسلام وعدم العنف.
وقد توفى العالم الجليل صفي الرحمن المباركفوري عقب صلاة الجمعة يوم 1/ 12/ 2006م، في موطنه (مباركفور أعظم كر) بالهند، بعد صراع مع المرض.
فيديو قد يعجبك: