إعلان

ليس العبيديين الشيعة.. تعرف على أول من احتفل بالمولد النبويّ الشريف

04:23 م الإثنين 19 نوفمبر 2018

كتب – هاني ضوه :

في كل عام مع اقتراب الاحتفاء بمولد سيد الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في شهر ربيع الأول، تنطلق دعوات المتشددين بتحريم الاحتفال بمولد النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وتبديع من يشترون الحلوى أو يحيون هذه الذكرى بصنوف المديح والذكر وإطعام الطعام وذكر الشمائل والسيرة النبوية العطرة.

يحتج هؤلاء المتشددون الذين يحرمون الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن أول من فعل الاحتفال بالمولد هم العبيديون الشيعة على حد زعمهم، لذا فهو بدعة، رغم أن كتب علماء أهل السنة والمؤرخين ومنهم الإمام السيوطى وابن كثير والشوكاني وابن خلكان وابن دحية والذهبي وغيرهم، قد أكدوا أن أول من احتفل بالمولد النبوى الشريف بتلك المظاهر وتوسع في ذلك الاحتفال هو حاكم أربل (في شمال العراق حاليًا)، الملك المظفر أبو سعيد كوكبرى بن زين الدين على بن بكتكين، والذى وثقه علماء السنة بأقوالهم ووصفوه بأنه كان متواضعًا خيرًا سنيّا يحب الفقهاء والمحدثين، كما قال الذهبى «وكان يعمل المولد الشريف فى ربيع الأول، ويحتفل به احتفالا هائلا، وكان شهمًا شجاعًا بطلاً عاقلاً عالمًا عادلًا» كما قال ابن كثير.

وقد تحدث الإمام ابن قال كثير في كتابه "البداية والنهاية" عنه فقال: "هو الملك المظفر أبو سعيد كوكبري ابن زين الدين علي بن تبكتكين أحد الأجواد والسادات الكبراء والملوك الأمجاد له آثار حسنة".

وأضاف ابن كثير في وصف مظاهر احتفال ملك إربل بالمولد النبوي الشريف: "وكان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالًا هائلًا، وكان مع ذلك شهمًا شجاعًا فاتكًا بطلًا عاقلًا عالماً عادلًا رحمه الله وأكرم مثواه، وقد صنف الشيخ أبو الخطاب ابن دحية له مجلدًا في المولد النبوي "سماه التنوير في مولد البشير النذير" فأجازه على ذلك بألف دينار، وقد طالت مدته في الملك في زمان الدولة الصلاحية، وقد كان محاصر عكا وإلى هذه السنة محمود السيرة والسريرة. قال السبط: حكى بعض من حضر سماط المظفر في بعض الموالد كان يمد في ذلك السماط خمسة آلاف رأس مشوى، وعشرة آلاف دجاجة ومائة ألف زبدية وثلاثين ألف صحن حلوى".

فهؤلاء الذين يحرمون الاحتفال بالمولد وشراء الحلوى لأن العبيديين هم من كانوا يفعلون ذلك فقد استندوا في ادعائهم إلى نقل وحيد عن "القزويني" المتوفى سنة 845 هجريًا، وضربوا بأقوال الأئمة والعلماء والمؤرخين عرض الحائط لأنه لم يأت على هواهم، وأرادوا أن يخدعوا الناس بأن العبيديين أول من فعلوه.

لقد تناسى هؤلاء المتشددون الذي يحرمون الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله كان يحتفل بميلاده الشريف، وسنَّ لنا بنفسه الشريفة الشكرَ لله تعالى على ميلاده الشريف، فقد صحَّ عنه أنه كان يصوم يوم الاثنين ويقول: "ذلك يومٌ ولدتُ فيه" رواه مسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه، فهو شكر منه عليه الصلاة والسلام على منة الله تعالى عليه وعلى الأمة بذاته الشريفة.

وأجمع جماهير العلماء سلفًا وخلفًا منذ القرن الرابع الهجري عَلى مَشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، بل ألَّف في استحباب ذلك جماعةٌ من العلماء والفقهاء، وبَيَّنوا بالأدلة الصحيحة استحبابَ هذا العَمل، بحيث لا يبقى لمن له عقلٌ وفهم وفكر سليم إنكار ما سلكه سلفنا الصالح من الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، فقد كانوا يقومون بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام، وتلاوة القرآن، والأذكار، وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما نص على ذلك غيرُ واحد من المؤرخين مثل الحافظَين ابن الجوزي وابن كثير، والحافظ ابن دِحية الأندلسي، والحافظ ابن حجر، وخاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطي رحمهم الله تعالى.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان