على جمعة: بدأ الإسلام غريبًا مستضعفًا معتدى عليه ويعود كذلك
كتب ـ محمد قادوس:
قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية، عضو هيئة كبار العلماء، إن رسول الله ﷺ جاء وكان وحده يدعو إلى ربه ولا أحد معه، وبدأ بدعوته حتى أصبح أكثر الأنبياء تبعا إلى يوم القيامة، بل أكثر البشر تبعا، فلم يعرف التاريخ القديم والحديث رجلا أتباعه أقوام بهذه الكثرة على مر العصور مثل نبينا صلى الله عليه وسلم.
وكتب المفتي السابق، عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، أن الرجال تعرف بالحق، ولا يعرف الحق بالكثرة ولا الرجال، فإن النبي ﷺ يقول : «عرضت علي الأمم، فرأيت النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل، والرجلين، والنبي وليس معه أحد» [رواه مالك في الموطأ وابن حبان في صحيحه] يعني ولا يضره ذلك أنه كان على الحق، ولابد من التغيير «ابدأ بنفسك ثم بمن يليك» [رواه مسلم والطبراني في الأوسط وبهذا اللفظ أخرجه العجلوني في كشف الخفاء].
وأضاف المفتي السابق أن الإسلام كما بدأ غريبا مستضعفا معتديا عليه يعود كذلك كما أخبرنا بذلك النبي ﷺ : «بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء» [رواه مسلم والترمذي].
واستشهد بما جاء في رواية الطبراني زيادة «قيل ومن الغرباء ؟ قال : الذين يصلحون إذا فسد الناس» فوطن نفسك أيها المؤمن أن تكون من الغرباء المصلحين، ولا تكن إمعة فقد نهانا رسول الله عن ذلك فقال : قال النبي ﷺ : (لا تكونوا إمعة تقولون : إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا) [رواه الترمذي والطبراني في الكبير].
وبين فضيلته أنه توجد أمامنا فرصة أن نكون من أحباب رسول الله ﷺ، وأعظم درجة ممن سبقونا، وإن كانوا هم في المنزلة الأعلى، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ : «متى ألقى أحبابي؟. فقال بعض الصحابة: أوليس نحن أحباؤك؟ قال: «أنتم أصحابي، ولكن أحبابي قوم لم يروني وآمنوا بي أنا إليهم بالأشواق» [أبو الشيخ في الثواب] وفي زيادة الديلمي في مسند الفردوس بمأثور الخطاب : «أنا إليهم بالأشواق».
وفي نهاية بيانه قال فضيلته: في حديث رجاء بن حيوة رضي الله عنه قال : «كنا مع رسول الله معاذ بن جبل عاشر عشرة، قلنا: يا رسول الله، هل من قوم أعظم منا أجرا آمنا بك واتبعناك ؟ قال : ما يمنعكم من ذلك ورسول الله -ﷺ- بين أظهركم يأتيكم الوحي من السماء ؟ بلى قوم يأتون من بعدكم يأتيهم كتاب بين لوحين فيؤمنون به ويعملون بما فيه، أولئك أعظم منكم أجرا، أولئك أعظم منكم أجرا، أولئك أعظم منكم أجرا» [رواه الطبراني وذكر الهيثمي أنه اختلف في رجاله].
فهلا دخلنا في دائرة الحب لرسول الله ﷺ، وجعلناه أسوتنا واتبعناه حقا، ففي زمن الغربة الأول، بدأ رسول الله ﷺ بمنهج البداية بالنفس، فقال ﷺ: (ابدأ بنفسك، ثم بمن تعول) [رواه مسلم وابن حبان].
فيديو قد يعجبك: