إعلان

دكتور شوقي علام لـ"الأهرام"‏: ‏نحتاج خطابًا حضاريًّا لا ينفر الناس من الدين

02:15 م الأحد 08 فبراير 2015

دكتور شوقي علام لـ"الأهرام"‏: ‏نحتاج خطابًا حضاريّ

أكد فضيلة الدكتور شوقي علام‏ - مفتي الجمهورية‏ - أن الإرهاب ظاهرة مركبة وأن التكفيريين لا صلة لهم بالإسلام وفهمهم للدين عقيم‏، وأنهم أشد خطرًا على الدين من أعدائه‏، وقال فضيلة المفتي: إن الخطاب الديني يتطلب مراجعة أمينة له ليكون خطابًا عالميًّا للجميع ولا يقتصر على المسلمين، ويدعو إلى التفاؤل والعمل ونبذ الكسل والإحباط وغيرها من الصفات التي تقرب الناس إلى الدين ولا تكون سببًا لنفورهم من الدين.

وشدد في حوار لـ"الأهرام" على ضرورة تفعيل دور علماء الدين في الداخل والخارج لتصحيح صورة الإسلام والمسلمين، وأن يكون الخطاب الديني دافعًا للعمل والمشاركة ومحفزًا على الدعم والتعاون والتدافع في الأرض من أجل إعمارها، وحذر من وجود أيادٍ خفية تعبث بأمن الوطن مدعومة ومأجورة من جهات داخلية وخارجية تستهدف إسقاط مصر، وعن حادثة حرق الشهيد الطيار الأردني الكساسبة.

أكد فضيلة المفتي أن هؤلاء الإرهابيين ضربوا بالتعاليم الإسلامية ومقاصدها التي تدعو إلى الرحمة وحفظ الأنفس عرض الحائط، وخالفوا الفطرة الإنسانية السليمة، ويستندون في جرائمهم البشعة إلى تفسيرات خاطئة لنصوص أو أقوال ليبرروا فجاجة فعلهم، لافتًا إلى أن الإسلام وضع نظمًا وقوانين تحمي الأسير، ووصى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه بحسن معاملتهم فقال: "استوصوا بالأسرى خيرًا"، موضحًا أن زعم هؤلاء بأن الصحابي الجليل أبو بكر الصديق قد أحرق الفجاءة السلمي حيًّا فغير صحيح وساقط وباطل لا سند له لأن رواية إحراق سيدنا أبي بكر الصديق للفجاءة رواية باطلة، وأجمع أهل العلم أن الأسير لا يجوز تحريقه بحال من الأحوال حتي لو كان في حال الحرب فكيف بالأسير المكبل.

وأضاف فضيلة المفتي: وكل هذا في حال أسرى الحرب في نطاق الدول، فما بالنا بأن هذا التنظيم الإرهابي لا ينبغي أن يطلق عليه مسمى الدولة، وبالتالي فإن ما حدث هو اختطاف قسري إرهابي تنبذه جميع الأديان والشرائع والقوانين الدولية، مؤكدًا أن التمثيل بالأسرى منهي عنه في الإسلام، وقد ورد النهي عن الإعدام حرقًا وجاء النهي عنها في أكثر من موضع منها حديث ابن مسعود قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فمررنا بقرية نمل قد أحرقت; فغضب النبي صلي الله عليه وسلم وقال: إنه لا ينبغي لبشر أن يعذب بعذاب الله عز وجل.

وأوضح فضيلة المفتي أن الطيار الأردني سقط رهينة لدي هذه الجماعة المتطرفة في أثناء تأدية واجبه في الدفاع عن الأوطان ضد هذا الخطر المحدق بالجميع وهو بمنزلة رهينة مختطف، بل حتى وإن كان أسيرًا لديهم فإن الإسلام قد أكد ضرورة الإحسان إلى الأسرى وجعلها من الأخلاق الإسلامية والآداب القرآنية قال تعالى: {ويطعمون الطعام علي حبه مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورًا} ويكون هذا الإحسان في الطعام والشراب والكساء والعلاج والكلام الحسن.

وأكد فضيلة المفتي أن الفتاوى التي تحرض على الاعتداء وقتل قوات الأمن من رجال الجيش والشرطة هي فتاوى منكرة ولا يجب أن تصدر عمن يطلقون على أنفسهم علماء دين بل هم دعاة عنف وإجرام وفئة ضالة أعماهم إرهابهم الأسود على أن يروا حقيقة الدين السمحة، وأضاف: فحري برجل الدين أن يبين للناس الطريق المستقيم الذي ينتهي بهم إلى رضوان الله تعالى لا إلى القتل وسفك الدماء والإفساد في الأرض، لافتًا إلى أن تجديد الخطاب الديني يضع حلاً لحالة الشقاق المجتمعي التي نواجهها؛ لأن دوره مهم ويتعاظم في ظل الضربات التي توجه للوطن من أعداء الخارج الذين يتخذون من الداخل أصحاب النفوس المريضة ليكونوا أدوات لهم في حربهم ضد الأوطان، وهنا يكون دور الخطاب الديني مهمًا حيث يدعو الجميع للتوقف عن حملات التشويه، وعدم بث سموم العداوة والبغضاء والشعور بالحقد والكراهية والشقاق بين أبناء الوطن.

وقال فضيلة المفتي: يجب على العلماء البعد عن القضايا الثانوية وإثارة القضايا حول الأمور التي حسمت من قبل، وأن يضطلعوا بمهامهم الأساسية وهي الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، لافتًا إلى أن الأمور الخلافية تأخذ الداعية عن مهامه الأساسية في الدعوة والتوجيه، مؤكدًا أن وجود الدعاة وتمسكهم بأدوارهم هو ضمان لمسيرة الخير في المجتمع، وصمام أمان للمجتمع بأسره، قال تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان