علي جمعة يرد على الشبهات التي أثيرت حول بعض الأحاديث النبوية وصحيح البخاري

كتب-محمود علي:
 
ردَّ الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، على ما أثير حول صحيح البخاري وبعض الأحاديث النبوية التي وردت به خلال حلقة أمس من برنامج "والله أعلم" على قناة سي بي سي والتى ذكر خلالها أن صحيح البخاري قد اعتنى به صاحبه والأئمة من بعده عناية فائقة لم نجد لها مثيلًا، ويمكننا أن نقسم صحيح البخاري إلى قسمين، الأول منهما بأسانيد؛ وكله أحاديث صحيحه، والقسم الآخر دون أسانيد؛ فيقول مثلًا ابتداءاً : قال أبو هريرة وهو من الصحابة، أو قال الزهري -وهو من التابعين-، وهذا القسم الذي هو بدون أسانيد يسمى "التعليق"، وهذا التعليق يمكن أن يكون سنده حسنًا ويمكن أن يكون ضعيفًا.
وأشار ابن حجر العسقلاني  قد بحث عن أسانيد هذه الأحاديث التي لم يذكر سندَها الإمامُ البخاري في صحيحه، وجمعها في كتاب أسماه "تغليق التعليق
".
كما شرح جمعة أن الإمام البخاري، يرحمه الله ،كان عندما يجد حديثين يختار أقواهما من حيث السند ويضعه في صحيحه، ويعلِّق عليه بأن هذا الحديث أسند والحديث الآخر أحوط، وعندما يقرأ أحدهم أن هذا الحديث قد أخرجه البخاري تعليقًا يظن أن البخاري قد ذكره نصا، وهو لم يذكره، فيظن وقتها أن هناك تدليسًا، وفي الحقيقة ليس هناك أيُّ تدليسٍ؛ فالبخاري قد أورد الحديث فعلاً، ولكنه أورده تعليقًا وليس نصا.
ورد على شبهة أخرى تثار حول حديث فهمه أحدهم خطأً فادعى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أراد الانتحار، فشرح فضيلته موضحاً  أن هذا الحديث ابتدأ بكلمة "بَلَغَنَا"، ولذلك فهو ليس حديثًا بإسناد، فقد يتدخل الراوي بكلامٍ مِن عنده على حسب فهمه للحديث وبألفاظ لم تَرِدْ صراحةً، ولكن على حسب قدرته العقلية، ولكن العالم الذي تَرَبَّى على يد مشايخ وتلقى العلم الصحيح يعرف كيف يفرق بين الأحاديث التي بسندٍ والتي بدون سند ويستطيع فهمها فهمًا صحيحًا؛ فما أثير حول محاولة الرسول صلى الله عليه وأله وسلم الانتحار هو من كلام كتاب "الهداية" الذي تم فيه تجميع الشبهات لمحاولة هدم الإسلام.
وأوضح الإمام الاكبر أن الفهم الصحيح لهذا الحديث ؛ أن الحديث الشريف انتهى عند قوله: "ثم لم ينشب ورقة إلى أن توفي"، وما أتى بعد هذه الجملة فهو ليس من نص الحديث، ولكنه من كلام الزهري الذي أخبر بالحديث، وهذا موضَّح داخل البخاري؛ بأنْ وَضَع نقطةً، وبدأ من سطر جديد في سرد كلام الزهري وتفسيره لما حدث.
وقال إنه قد يحدث حالة للعابد من الأُنْس بالله حتى يتمنى أن يلقى الله عز وجل من شدة اشتياقه وحبه له تعالى، وأن القلوب لها بابان؛ باب على الخلق، وباب على الحق عز وجل، فعندما تدخل الأنوار الربانية إلى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكأن باب الخلق قد أُغْلِق، فكان يستغفر الله عن ذلك لأنه مأمور بأن يعبد الله وأن يوصل رسالته للخلق.