إعلان

في ذكرى وفاة محمد سيد طنطاوي": كتاب "بنو إسرائيل في الكتاب والسنة" رسالته للشباب المسلم

06:07 م الأربعاء 10 مارس 2021

الشيخ محمد سيد طنطاوي



كتبت – آمال سامي:

في مثل هذا اليوم توفي الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق إثر أزمة قلبية تعرض لها في الرياض 20 مارس عام 2010م، وكان ذلك في مطار الملك خالد الدولي أثناء عودته من مؤتمر دولي عقده الملك عبد الله بن عبد العزيز لمنح جائزة فيصل العالمية لخدمة الإسلام، وصلي على الشيخ سيد طنطاوي العشاء بالمسجد النبوي الشريف ودفن في مقبرة البقيع كما كان يتمنى.

كان مولد الشيخ طنطاوي في الثامن والعشرين من اكتوبر بمحافظة سوهاج عام 1928م، بقرية سليم الشرقية بمركز طما، وهناك تلقى تعليمه الأساسي بقريته واتم حفظ القرآن الكريم، وبعد ذلك التحق بمعهد الإسكندرية الديني عام 1944، ثم التحق بكلية أصول الدين ليتخرج فيها عام 1958، ليحصل على تخصص التدريس عقب ذلك بعام واحد، ثم شهادة الدكتوراة في التفسير والحديث عام 1966م.

تم تعيين الشيخ محمد سيد طنطاوي مفتيًا لمصر عام 1986 وظل في المنصب حوالي عشر سنوات حتى تم تعيينه شيخًا للأزهر والذي ظل به حتى وفاته.. في السطور التالية نلقي الضوء على أحد أبرز مؤلفات الإمام الشيخ محمد سيد طنطاوي وهو كتاب متميز في مجاله بعنوان "بنو إسرائيل في القرآن والسنة" أنهى كتابته في مايو 1997م، وقال طنطاوي إن هدفه من هذا الكتاب أن يكشف للشباب المسلم بصفة خاصة وللعقلاء والمنصفين بصفة عامة عن أحوال بني إسرائيل وتاريخهم وأخلاقهم وأكاذيبهم وقبائحهم، والكتاب هو عبارة عن رسالة الدكتوراه التي قدمها الشيخ محمد سيد طنطاوي، وهو يقع في 766 صفحة، طبعته دار الشروق بالقاهرة.

كتاب "بنو إسرائيل في القرآن والسنة"

ذكر طنطاوي في مقدمة كتابه أن القرآن الكريم حين تحدث عن بني إسرائيل ربط بين طباع وأخلاق المعاصرين منهم للنبي صلى الله عليه وسلم، وطباع وأخلاق آبائهم الأولين الذين عاصروا موسى وعيسى وغيرهما من الأنبياء، وذلك ليبين أن ما عليه الأبناء من فسوق وعصيان ومحاربة لدعوة الإسلام إنما هو ميراث من الخلق السيئ توارثه الخلف عن السلف وأخذه الأبناء عن الآباء، قائلًا أن الصفات التي وصفها القرآن الكريم بهم نراها في كل زمان ومكان تنطبق عليهم ولا تزداد مع الأيام إلا رسوخًا.

تحدث طنطاوي في الفصل الأول من الكتاب عن تاريخ اليهود وأحوالهم منذ هجرتهم إلى مصر بقيادة النبي يعقوب عليهم السلام، إلى التدمير الثاني لأورشليم على يد الرومان سنة 70م، وانهاه بالحديث عن تاريخ يهود جزيرة العرب وأحوالهم الاجتماعية والاقتصادية والدينية، أما في الفصل الثاني فتحدث عن المنهج القرآني في دعوة أهل الكتاب إلى الإسلام وبين فيه بعض مظاهر إنصافه لهم وإحسانه إليهم، وفي الفصل الثالث ذكر طنطاوي طرق اليهود ومسالكهم لكيد الإسلام والمسلمين وبيان موقف الرسول منهم، وفي الفصل الرابع تحدث عن اللقاءات الحربية بين المسلمين واليهود وما حدث في غزوات بني قينقاع والنضير وقريظة وخييبر.

وتلا ذلك حديثه عن نعم الله على بني إسرائيل وموقفهم منها، وكيف أدى جحودهم لتلك النعم إلى عاقبة سيئة في الدنيا والآخرة، أما الفصل السادس فذكر فيه طنطاوي رذائل اليهود كما صورها القرآن الكريم، وحقق عدد من المسائل التي اختلف فيها المفسرون، ثم تحدث عن دعواهم الباطلة مثل قولهم أن النار لن تمسهم إلا أيام معدودة، وأن ذنوبهم مغفورة لهم وقولهم يد الله مغلولة وغيرها.

وخصص طنطاوي الفصل الأخير من كتابه في ذكر العقوبات التي عاقب الله بها بني إسرائيل بسب بظلمهم وبغيهم حسبما ذكرت آيات القرآن الكريم، فذكر عددا من العقوبات التي نزلت بهم بعد موت سليمان عليه السلام وأسبابها، وجعل طنطاوي خاتمة الكتاب عن فلسطين ومراحل الغزو الصهيوني لها، وفصل فيها الأسباب التي رآها رئيسية لكارثة فلسطين وكيف يمكن أن نعيدها إسلامية عربية.

فيديو قد يعجبك: