إعلان

في ذكرى وفاته.. ما لا تعرفه عن أبو بكر الشبلي الصوفي الزاهد

06:08 م الإثنين 17 أغسطس 2020

مقبرة الخيزران - بغداد - حيث دفن الشبلي

كتبت- آمال سامي:

أبو بكر الشبلي أو "السكران" كما وصفه الجنيد رحمه الله والذي اشتهر بأنه أحد أعلام التصوف في العراق فيما بين القرنين الثالث والرابع الهجري، ولد في زمن الخليفة العباسي المنتصر بالله، وعاصر كثيرا من كبار مشايخ الصوفية وأعلامها وتلقى العلم على أيديهم، ومن أبرزهم "خير النساج" والإمام "الجنيد" كما صاحب "الحلاج" أحد أشهر المتصوفة الذين أثاروا الجدل..

ولد أبو بكر الشبلي بسامراء في العراق عام 247هـ، يقول الذهبي إن أبيه كان من كبار حجاب الخلافة، وتولاها هو أيضًا، لكنه حضر مجلس بعض الصالحين فتاب ثم صحب كبار أعلام التصوف كالجنيد وغيره، واختلف في اسمه، فقيل دلف بن جحدر وقيل جعفر بن يونس، وقيل جعفر بن دلف، لكنه اشتهر بأبو بكر الشبلي.

ويروي المصطفى مبارك إيدوز في كتابه "حكايات وقصص من حياة السابقين"، أن أبو بكر الشبلي كان تركي الأصل من قرية شبلية، نشأ بين الوزراء والأمراء، وحين عمل حاجبًا في الخلافة آلمه رؤية الظلم والباطل في عمله بين الحكام، وكان طوق نجاته "خير النساج" وهو رجل صالح من مشاهير الوعاظ، أرشده إلى الجنيد البغدادي، فتاب وصحبه.

لم يكن الشبلي فقط صوفيا زاهدا، بل كان فقيهًا عالما بمذهب مالك، لكن تصوفه وحاله كان يغلبه، فيقول عنه الجنيد إمام الصوفية: الشبلي السكران، ولو افاق من سكره لجاء منه إمام ينتفع به، لكنه على الرغم من ذلك كان عالمًا بالحديث، يلقي الشعر والحكم ، يقول الذهبي، وقد تعلم الشبلي على يد علماء عصره لكن كانت تغلبه نزعاته الصوفية الزاهدة.

من أقواله:

· ما قلت : الله ، إلا واستغفرت الله من قولي : الله

· سئل : ما علامة العارف ؟ قال : صدره مشروح ، وقلبه مجروح ، وجسمه مطروح .

· الزهد هو تحول القلوب من الأشياء إلى رب الأشياء.

· الوجد عندي جحود ما لم يكن عَن شهود وشاهد الحق عندي يفني شهود الوجود.

· قيل لَهُ : يَا أَبَا بكر ،الرَّجُلُ يَسْمَعُ قَوْلا وَلا يَفْهَمُهُ ، فَيَتَوَاجَدُ عَلَيْهِ ؟ فَأَنْشَأَ يَقُولُ :

رُبَّ وَرْقَاءَ هَتُوفٍ بِالضُّحَى ذَاتِ شَجْوٍ صَدَحْتَ فِي فَنَنِ

فَبُكَائِي رُبَّمَا أَرَّقَهَا وَبُكَاهَا رُبَّمَا أَرَّقَنِي

وَلَقَدْ تَشْكُو فَمَا أَفْهَمُهَا وَلَقَدْ أَشْكُو فَمَا تَفْهَمُنِي

غَيْرَ أَنِّي بِالْجَوَى أَعْرِفُهَا وَهْيَ أَيْضًا بِالْجَوَى تَعْرِفُنِي .

· التصوف ضبط حواسك، ومراعاة أنفاسك

· ليس من استأنس بالذكر كمن استأنس بالمذكور.

· سئل ما الزهد فقال نسيان الزهد.

· لا تأمن على نفسك وان مشيت على الماء حتى تخرج من دار الغرة الى دار الامل.

· اذا وجدت قلبك مع الله فاحذر من نفسك واذا وجدت قلبك مع نفسك فاحذر من الله.

· ان اردت ان تنظر الى الدنيا بحذافيرها فانظر الى مزبلة فهي الدنيا، واذا اردت ان تنظر الى نفسك؛ فخذ كفاً من تراب فانك منه خلقت وفيه تعود ومنه تخرج، واذا اردت ان تنظر ما انت فانظر ماذا يخرج منك في دخولك الخلاء فمن كان حاله كذلك فلا يجوز أن يتطاول أو أن يتكبر على من هو مثله.

توفي أبو بكر الشبيلي في ليلة السابع والعشرين من ذي الحجة عام 334 هـ، ودفن بمقبرة الخيزران.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان