إعلان

غزوة بني قينقاع.. المواجهة العسكرية الأولى بين المسلمين واليهود

04:12 م الأربعاء 19 يونيو 2019

تعبيرية

كتب - هاني ضوه :

يذكر التاريخ الإسلامي الكثير من المواقف التي يضمر فيها اليهود العداء للإسلام، وكثيرًا ما حاربوا الدعوة الإسلامية سرًا وعلانية، رغم إحسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إليهم، وإصداره لوثيقة المدينة المنورة التي أمنتهم على أنفسهم وأموالهم وضمنت لهم المواطنة الكاملة.

وفي مثل هذا اليوم 15 من شهر شوال من السنة الثانية من الهجرة كانت معركة بني قينقاع حين نفض يهود المدينة المنورة العهد بينهم وبين المسلمين وتآمروا عليهم، فأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بإخراجهم من المدينة خاصة بعد أن انتهكوا الحرمات واعتدوا على إحدى نساء المسلمين.

وتعد تلك الواقعة أول مواجهة عسكرية بين المسلمين واليهود، فقد تحالف يهود المدينة مع المشركين ضد النبي صلى الله عليه و آله وسلم والمسلمين، مع ذلك حاول النبي صلى الله عليه و آله وسلم نصيحتهم لعلهم يرجعون، وذكر ابن اسحاق في السيرة أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قد جمع يهود المدينة في سوقهم ونصحهم وذكرهم بمصير قريش في غزوة بدر، فردوا عليه: "يا محمد، لا يغرنك من نفسك أنك قتلت نفرا من قريش كانوا أغمارا – يعنون قلة خبرتهم في الحروب - لا يعرفون القتال، إنك لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس وأنك لم تلق مثلنا".

وحدث واقعة أخرى ذكرها ابن هشام في السيرة زادت من سخونة الوضع، وهي أن إمرأة من المسلمين قدمت بجلب لها فباعته بسوق بني قينقاع وجلست إلى صائغ بها فجعلوا يريدونها على كشف وجهها فأبت فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها فلما قامت انكشفت سوءتها فضحكوا منها فصاحت، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله، وكان يهوديا فشدت اليهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود، فغضب المسلمون فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع.

إلا أن هذه الحادثة لم تكن السبب الأساسي في معركة بني قينقاع وإجلاءاليهود من المدينة، بل تآمرهم على المسلمين ونقض العهد كان هو السبب الرئيس لذلك.

وهنا أمر النبي صلى الله عليه و آله وسلم بمحاصرة اليهود، فحاصرهم المسلمون خمس عشرة ليلة لا يطلع منهم أحد.

وحاول رأس المنافقين في المدينة عبدالله بن أبي بن سلول أن يتوسط لهم عند النبي صلى الله عليه و آله وسلم، فغضب الرسول صلوات الله وسلامه عليه وآله وسلم وبعدها أمر بإخراجهم من المدينة المنورة، وقد استمر إخراجها ثلاثة أيام، وقد تولى الصحابي الجليل عبادة بن الصامت.

واتجه يهود بنو قينقاع شمالا إلى الشام حيث أقاموا بمنطقة تسمى "أذرعات"، وقد وجد المسلمين في منازلهم في المدينة سلاح كثير وكذلك أدوات صناعتها، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من سلاحهم ثلاث قسي قوسًا تدعى - الكتوم - لا يسمع لها صوت إذ رمى بها وكسرت في غزوة أحد، وقوسا تدعى - الروحاء - وقوسا تدعى - البيضاء - وأخذ درعين، درعا يقال لها - السغدية - يقال إنها درع داود التي لبسها حين قتل جالوت والأخرى يُقال لها - فضة - وثلاثة أرماح وثلاثة أسياف، ووهب درعا لمحمد بن مسلمة ودرعا لسعد بن معاذ وكان لواء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم بني قينقاع لواء أبيض مع حمزة بن عبد المطلب.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان