في ذكرى رحيل الشيخ عطية صقر.. أحد كبار العلماء ورئيس لجنة الإفتاء بالأزهر الشريف
كتبت – سارة عبد الخالق:
في مثل هذا اليوم الموافق 9 ديسمبر من عام 2006 م، رحل عن عالمنا العالم الكبير عطية محمد عطية صقر الذي يعد واحداً من كبار علماء الأزهر، والذي شغل منصب رئيس لجنة الإفتاء بالأزهر، وكان عضوًا بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بالإضافة إلى كونه عضوا سابقا في مجلس الشعب ومجلس الشورى المصري، ومن مناصبه السابقة: عمل مترجماً للغة الفرنسية بمراقبة البحوث والثقافة، ووكيلاً لإدارة البعوث، ومدرسا بالقسم العالي للدراسات الإسلامية والعربية بالأزهر، ومديرا لمكتب شيخ الأزهر، وأمينا مساعدا لمجمع البحوث الإسلامية، وبعد تقاعده شغل أيضا عدة مناصب منها مستشارا لوزير الأوقاف، وعضوا بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ومديرا للمركز الدولي للسنة والسيرة بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية والأوقاف، وغيرها، وحصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1983 م، وعلى نوط الامتياز من الطبقة الأولى عام 1989 م... وفي التقرير التالي يستعرض مصراوي أبرز محطات العالم الجليل الراحل في ذكرى وفاته - رحمه الله.
"ولد الشيخ عطيه صقر في عام 1914 م، بقرية (بهنا باي) بمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، وأتم حفظ القرآن الكريم وهو في سن التاسعة من عمره، وجوّده بالأحكام وهو في سن العاشرة في كتاب قريته، وبعد التحاقه بالمدرسة الأولية التحق بمعهد الزقازيق الديني عام 1928م، وتخرج في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وحصل على الشهادة العليا عام 1941 م، وكان قد اختار تخصص الوعظ، فحصل منه على شهادة العالمية مع إجازة الدعوة والإرشاد في عام 1943، وكان ترتيبه الأول" .
وفور تخرجه عُين إماما وخطيبا ومدرسا بوزارة الأوقاف، ومنها تنقل من مسجد لآخر، ومن محافظة لأخرى، حتى رقي مفتشا للوعظ ثم مراقبا عاما حتى أحيل للتقاعد، وشغل بعد تقاعده عدة مناصب كما ذكر من قبل.
وكان له نشاط علمي واسع النطاق، فقد شارك في البرامج الدينية سواء بالإذاعة أو التلفزيون، كما قامت عدة صحف ومجلات بنشر مقالات وفتوى له، وقدم الوعظ والإرشاد والخطابة، بالإضافة إلى عقد الندوات، وكان له دور فعال في لجنة الفتوى ومجمع البحوث الإسلامية والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بالإضافة إلى قيامه بالرد على الاستفسارات الدينية تحريرا وشفويا.
كان للشيخ الراحل مشوار طويل في خدمة الإسلام حيث كان خاطب البسطاء بلغة سهلة. أبحر في العلوم الشرعية ونهل منها الكثير، لذا تمتعت فتاواه بمصداقية كبيرة لدي الجميع كما عرف عنه مواقفه الجريئة وصدوعه بالحق، واتهموه بالرجعية فلم يعبأ، وصفوه بالتساهل فلم يهتم. لا يأبه بأي صوت سوى صوت الحق والعدل، وأشهر فتاواه الحكم بريوية الفوائد البنكية ودفاعه عن ختان الإناث بأنه بين الوجوب والاستحباب، ولقي بسبب بعض فتاواه الكثير من المشاكل حتي جاءت فتواه الشهيرة بتحريم مصافحة المرأة الأجنبية أثناء برنامجه التلفزيوني "فتاوى وأحكام" مما تسبب في حالة من الجدل والخلاف أدت إلى إيقاف البرنامج لفترة وأيضا في تنحيته عن منصب رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف عام 2002م.
اشتهر الشيخ عطية صقر بمخاطبته البسطاء بلغة سهلة بسيطة بعيدة عن التكلف، و"كان في عرضه للأحكام الشرعية يميل إلى عدم التعصب لمذهب فقهي معين، فهو يعرض أكثر من رأي للفقهاء بأمانة إن أمكن، وإذا كان له رأي خاص يتناسب مع ظروف العصر ويحقق المصلحة، أشار إلى المذهب أو العالم الذي سبقه بذلك ليطمئن القارئ أنه ليس رأياً نابعاً من هوى شخصي، أو تحت تأثير آخر، ثم يترك الفرصة لاختيار القارىء ما يشاء، فهو يعرض ولا يفرض، مؤكدا على أن اختلاف الآراء - فيما ليس فيه نص قاطع – رحمة للناس ودليل على حيوية التشريع الإسلامي"، وفقا لما جاء وفقا لما جاء في (موسوعة أحسن الكلام في الفتاوى والأحكام. الجزء الأول، العقائد) لعطية صقر.
وقدم الشيخ عطية صقر للمكتبة الإسلامية أكثر من 31 مؤلفاً علمياً أهمها:
- الدعوة الإسلامية دعوة علمية: وهو الكتاب الحاصل على جائزة المجلس الأعلى للشؤن الإسلامية، كما أن له مجلداً من 6 أجزاء حول الأسرة تحت رعاية الإسلام، ومن مؤلفاته أيضا:
- دراسات إسلامية لأهم القضايل المعاصرة.
- الدين العالمى ومنهج الدعوة إليه.
- العمل والعمال في نظر الإسلام.
- الحجاب وعمل المرأة
- البابية والبهائية تاريخا ومذهبا
- فن إلقاء الموعظة.
توفى العالم الراحل يوم 9 ديسمبر 2006م عن عمر يناهز الـ 92 عاما في مركز الطب العالمي بالهايكستب -القاهرة ودفن في قريته بهنباي.
فيديو قد يعجبك: