إعلان

في ذكرى رحيل محمد بن سعيد الرعيني.. عالم الحديث والأديب الرحالة

02:24 م الإثنين 03 ديسمبر 2018

في ذكرى رحيل محمد بن سعيد الرعيني.. عالم الحديث وا

كتبت – سارة عبد الخالق:

عُرف عنه نشاطه العلمي والأدبي.. أحد العلماء المغاربة المسلمين المميزين في القرن الرابع عشر الميلادي.. كان مولعا بالعلم والعمل الرحال حيث إنه روى عن ستين شيخا من أهل المشرق والمغرب.. كان متواضعا ومشهورا بحسن خلقه إنه: عالم الحديث والفقيه المالكي الرحالة: (محمد بن سعيد الرعيني).

في مثل هذا اليوم الموافق 3 ديسمبر من عام 1376م - ويقال (1377م) -، توفى العالم الرحالة بفاس وعمره يناهز 90 عاما.. وفي التقرير التالي يرصد مصراوي أبرز المعلومات العالم الرحالة محمد بن سعيد الرعيني.

هو محمد بن سعيد بن محمد بن عثمان الأندلسي، الفاسي، المعروف بالرعيني وبالسراج (أبو عبد الله) محدث، فقيه مالكي، رحالة، عالم بالحديث، مشارك في بعض العلوم والفنون، أندلسي الأصل، مولده ووفاته بفاس، ومن آثاره "تفسير سورة الكوثر"، وفقا لما جاء في كتاب معجم المفسرين (من صدر الإسلام وحتى العصر الحاضر) لعادل نويهض، وكتاب (معجم المؤلفين) لعمر رضا كحالة.

* الرعيني.. محدثا وفقيها

عُرف بين علماء فاس وفقهائها بنشاطه العلمي والأدبي، وبرز بشكل واضح في مجال الرواية الحديثية، فدرس ودوّن وقيد، وكان يجمع بين العلم والعمل الرحال، حيث يذكر من عرفوه أن كان له نشاط واسع في الأخذ عن الشيوخ في المغرب والمشرق، وروي عن نحو 60 شيخا من أهل المشرق والمغرب، وكان محبا دائما للاستزادة من الرواية، فعندما ذهب إلى تونس، أخذ العلم أيضا عن شيوخها، كما أخذ العلم أيضا عن علماء مصر، فكان يلازم أثير الدين أبي حيان الغرناطي، فسمع منه كثيراً من كتب الشعر، كما التقى بأبي الفتح ابن سيد الناس اليعمري فينشده كثيرا من أنظامه في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم - وفقا لما جاء في مجلة (دعوة الحق) المغربية الصادرة عن وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، وغيرهم الكثير.

وعاد إلى المغرب مرة أخرى، بعد أن نهل من العلم الكثير والكثير من هنا وهناك، وأصبح حينها أحد المشايخ المعتمد عليها في رواية الحديث وإسناده مؤلفاته، وقد جلس للتدريس بفاس ولازمه الراغبون في طلب العلم وفي روايته، ونظرا لطول عمره الذي وصل إلى تسعين عاما تتلمذ على يديه الكثير من طلاب العلم، وأصبح لديه الكثير من التلامذة الذين أخذوا العلم على يديه.

ويتحدث أشهر تلامذته (أبو زكرياء السراج النفزي) عن انشغال معلمه الدائم بالتدريس والتأليف قائلا كان: "مولعا بالتقييد والتصنيف، قل ما تراه إلا ناظرا في كتاب، أو مقيدا لفائدة"، وفقا لما جاء في فهرسة السراج، ويقول عنه أيضا: " لازمته كثيرا، وقرأت عليه وسمعت، وسلسلت عليه جملة أحاديث بشرطها، وأنشدني من شعره وشعر غيره، وأجاز لي غير مرة إجازة عامة، في جميع رواياته وتصانيفه، وما له من نظم ونثر".

وقد أولى التلميذ اهتماما كبيرا بأستاذه، فقد عقد له في فهرسته (فهرسة السراج) ترجمة حافلة وثرية مليئة بالإسنادات الحديثية والأدبية والإخبارية، فكانت أطول ترجمة في فهرسته.

* الرعيني.. أديبا وشاعرا

ولم يقتصر اهتمام الرعيني بعلم الحديث وأصول الدين والفقه فقط، بل أولى اهتماما كبيرا أيضا بالأدب شعرا ونثرا، وخصص له العديد من مؤلفاته مثل: الوعظ والشعر ، والمقامات وشرحها، وبدا ذلك واضحا في الترجمة الطويلة التي كتبها الرعيني لشيخة أثير الدين أبي حيان الغرناطي في برنامجه، اهتماماته الأدبية إذ أورد مجموعة من شعر أبي حيان، وبعض إنشادات شيوخه، وفقا لما جاء في (نفح الطيب) للمقري، و(دعوة الحق – المصدر السابق ذكره).

* الرعيني.. نسّاخا وورّاقا

اتجه الرعيني أيضا بجانب التدريس والتأليف إلى النسخ والوراقة [الوراقة: هي مهنة كانت شائعة في البلاد الإسلامية في العصور الوسطى، وكانت تقوم آنذاك مقام مهنة الطباعة والنشر]، فقد نسخ بخطه كتبا يزيد عددها على 150 كتاباً، دون تأليفه، ولاتزال تحتفظ "مكتبة الأوسكوريال" - بإسبانيا بأحد الكتب التي تم نسخها بيديه، وهو كتاب (التبيان في علم البيان المطلع على إعجاز القرآن) لعبد الواحد السماكي، وفقا لما جاء في كتاب (نيل الابتهاج بتطريز الديباج) لأحمد بابا التنبكتي.

وقد ألف العالم محمد بن سعيد الرعيني- رحمه الله- عدة مؤلفات في فنون العلم منها : تحفة الناظر ونزهة الخاطر في غريب الحديث، والجامع المفيد، والمغرب في صلحاء المشرق والمغرب، والقواعد الخمس، والمقامات وشرحها، والوعظ والشعر والمهاد، والاعتماد في الجهاد، وتنبيه الغافل وتعلم الجاهل، واختصر مقدمات ابن رشد والأسئلة والأجوبة، واختصر حدود الشيرازي ونظم مراحل الحجاز والروضة البهية في البسملة والتصلية وله النظم الجيد والشعر الرائق وفهرسة، وفقا لما ذكره محمد بن محمد مخلوف في كتابه (شجرة النور الزكية في طبقات المالكية).

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان