إعلان

سليمان القانوني.. الخليفة الثمانون وأحد أعظم سلاطين الإسلام وأعدلهم

06:19 م الثلاثاء 06 نوفمبر 2018

كتبت - سارة عبد الخالق:

ليس غريبًا أن تسطر الكتب والروايات أعماله وإنجازاته أو أن تتحول قصة حياته إلى أعمال درامية سواء نجحت أو فشلت هذه الأعمال في النقل الصحيح عن حياته وشخصيته وأعماله.. هو أحد خلفاء الدولة العثمانية ومن أعظم سلاطين الإسلام وأعدلهم وأكثرهم جهاداً وكان من خيار ملوك الأرض، أقام السُّنة وقمع البدعة والروافض، وهو صاحب انتصار المسلمين في معركة تعد من أعظم المعارك التي خاضعها المسلمون في شرق أوروبا بعد فتح القسطنطينية هي (معركة موهاكس).. إنه السلطان "سليمان القانوني" المعروف عند الغرب باسم سليمان العظيم (The Great Suleiman)، وفي الشرق باسم سليمان القانوني (بالتركية العثمانية: قانونى سلطان سليمان).

وفي التقرير التالي يستعرض مصراوي نبذة تاريخية عن السلطان سليمان، الخليفة الثماني للمسلمين، في ذكرى ميلاده في مثل هذا اليوم الموافق 6 من نوفمبر من عام 1494 م:

إنه السلطان "سليمان القانوني" المعروف عند الغرب باسم سليمان العظيم (The Great Suleiman)، وفي الشرق باسم سليمان القانوني (بالتركية العثمانية: قانونى سلطان سليمان). عاشر السلاطين العثمانيين وخليفة المسلمين الثمانون، وثاني من حمل لقب "أمير المؤمنين" من آل عثمان، وامتدت دولة الخلافة الإسلامية في عهده إلى ثلاث قارات، وبلغت الدولة الإسلامية في عهده أقصى اتساع لها حتى أصبحت أقوى دولة في العالم، وأجمع المؤرخون على أن ذروة مجد الدولة العثمانية كان في فترة حكمه، حكم المسلمين حوالي 48 عاما، وامتدت دولة الخلافة الإسلامية في عهده إلى ثلاث قارات حتى إن المؤرخين قالوا عنه إنه افتتح حوالي ما يقرب من 360 حصناً من الحصون والمدن.

كان الابن الوحيد للسلطان سليم الأول، فتلقى تعليماً جيداً منذ نعومة أظافره، وظل في كنف أبيه السلطان سليم الأول - الذي ضم مصر والشام والدولة العثمانية وأول خليفة للدولة العثمانية ولقب بخادم الحرمين- يربيه ويرعاه ويدربه على أمور السياسة والحكم، فكان أميرا على بعض الولايات في الأناضول أثناء فترة حكم والده وظل كذلك حتى وفاة أبيه، ثم تولى الخلافة وهو ابن 26 سنة، ودخلت الدولة الإسلامية في عهد جديد، – وفقا لما جاء في كتاب (الصريخ لمجابهة غزاة التاريخ) لوليد المهدي – وكتاب (سلاطين الدولة العثمانية) لصالح كولن‎.

وعندما تولى الحكم، فإن أول شيء قام به هو إقامة السُّنة وقمع البدعة وأهلها وقضى على الروافض ونشر العدل في الدولة الإسلامية – وفقا لما جاء في (الصريخ لمجابهة غزاة التاريخ) –، وكان يحب أن يستفتح رسائله بقول الله تعالى: {إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم) تيمناً بنبي الله سليمان، وأرسى السلطان سليمان قواعد العدل وردع الظالمين عن المظالم، وكذلك ردع أهل الشرور، وكان رحيما برعيته حتى انه أطلق سراح 600 مسجون من مأسوري مصر، وعاش الناس في أيام حكمه حياة آمنة عادلة.

كان لقبه هو: صاحب الجلالة الامبراطورية السلطان سليمان الأول، حاكم بيت عثمان، سلطان السلاطين، خان الخانات، أمير المؤمنين، وخليفة رسول الله في الأرض، حامي المدن المقدسة الثلاث مكة والمدينة والقدس، امبراطور المدن الثلاث القسطنطينية وأندرينوبول وبورصة ودمشق والقاهرة وأرمينيا كلها وأرض البربر والحبشة وتونس وطرابلس وقبرص وبحر مرمرة والبحر الأسود وبغداد وكردستان واليونان وتركستان والبوسنة وتوابعها ومدينة وقلعة بلغراد وولاية صربيا وقلاعها ومدنها وحصونها وكل ألبانيا، وعدة مدن وبلدان أخرى- وفقاً لموقع theottomans.org

قام بعدة تعديلات إدارية في إدارة الدولة، وكان من أهم الأعمال التي قام بها هو وضع قانون الدولة العثمانية المسمى "قانون سليمان نامه" أي قانون السلطان سليمان، ويشير كتاب (الصريخ لمجابهة غزاة التاريخ) إلى أن الذي شارك السلطان سليمان في وضع القوانين واحد من العلماء الأجلاء آنذاك هو "العالم الجليل المفسر أبو السعود أفندي" صاحب تفسير "أبي السعود".

عُرف السلطان سليمان بـ "القانوني"، ليس لأنه وضع القوانين، لكن لتطبيقه تلك القوانين بكل عدل وصرامة على كل أفراد الدولة. وازدهرت الدولة الإسلامية في عهده ازدهار كبيرا، وأولى اهتماما كبيرا بحماية البيئة، وبالحيوان، وأمر القانوني بإنشاء بيوت للطيور التي تعرف بـ "قصور الطيور" لحمايتها من البرد ومن أجل تأمين مأوى لها، كما أولى اهتماما كبيرا بالتعليم، ففي عهده منحت مدارس المساجد والتي تمولها المؤسسة الدينية تعليما مجانيا لأطفال المسلمين، وزاد عدد المدارس في البلاد بشكل عام.

كما اهتم بالمبدعين والفنانين وارتقت الفنون والآداب في عصره، واهتم أيضا بفن العمارة، فقد بني في عصره "مسجد سليمان القانوني" الذي بُني بأمر منه وأشرف عليه البنّاء الشهير آنذاك "معمار سنان"، كما بنى مسجدا آخر تكريما لذكرى والده واستمر البناء فيه لمدة 7 سنوات وهو "مسجد سليم الأول"، وفي عهده تم بناء أربعة جسور على أنهار مدينة سراييفو، وغيرها من أعمال البناء الشاهدة على اهتمام السلطان سليمان القانوني بفن العمارة والبناء.

وتوفي سليمان القانوني - رحمه الله- أثناء حصار مدينة سيكتوار، وهي إحدى مدن مقاطعة بارانيا في جنوب المجر، وذلك في 7 سبتمبر 1566م، تاركا وراءه حضارة وتاريخاً حافلاً بالإنجازات والفتوحات.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان