إعلان

البخاري صاحب أصح كتاب بعد "القرآن"..الف عام على رحيله ومازال الجدال "مستمر"

10:43 م الإثنين 01 سبتمبر 2014

الف عام ومازال الجدال مستمر

كتب محمد الصاوي :

"يعني انا غلطت فى البخاري" جملة كثيرا ما تتردد فى الاحياء الشعبية والارياف للدلالة أن الخطئ فى حق الامام البخاري شئ لايغتفر لدى المصريين وأن اي شخص يمكن أن نخطئ فى حقه فى ماعدا حق هذا العالم الجليل وما ساواه من العلماء.

وكثيراً ما نسمع في المساجد او عند قراءة الاحاديث الشريفة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نسمع فى البداية "عن البخاري" وفي النهاية "ورد في صحيح البخاري "هذه الجمل ربما تعطي بعض الاحاديث المختلف عليها القوة والشرعية وتضفي المصداقية عليها فى النقل، ما يوضح قيمة ومقدار الامام البخاري لدى جميع المسلمين الجاهل منهم والعالم، رغم مرور اكثر من 11 قرن على وفاته.

حيث ولد شيخ الحديث محمد بن إسماعيل البخارى الشهير بالبخارى عام 810 ميلادية وتوفى في الأول من سبتمبر 870 في مدينة "بخارى" التي تقع الآن في دولة أوزبكستان الإسلامية أو بلاد "ما وراء النهر" في العصر الاسلامي ، فقد البخاري بصره بعد ولادته كما فقد ابيه الذي كان من اهل الورع والتقوي ، بعد فقد بصره اراد الله أن يكون البخاري مميزاًبفضله ووهبه نعماً كثيرة كانت اولها رد البصر بعد فقدانه ، ومنذ ذلك الوقت سعي البخاري بتشجيع من والدته التي وهبته للعلم أن يجمع الاحاديث النبوية عن الرسول وما ورد عن الصحابة، واراد البخاري أن يشبع حاجته من العلم فسافر الى مكة المكرمة بصحبة امه لينهل من علم العلماء ، الف العديد من الكتب فى الحديث والسنة النبوية ، الا أن حلم تجميع الاحاديث ظل يراوده منذ طلبه للحديث ، وبالفعل قرر البخاري أن يخوض غمار ذلك المشروع العظيم والصعب ايضاً فى سن الثالثة والعشرون.

وفي سبيل ذلك الحلم قطع الامام البخاري آلاف الأميال متنقلاً بين أقطار العالم الإسلامي متعرضًا للمتاعب والأهوال ، متكبدًا المشاق الكبيرة ، ربما من أجل حديث واحدٍ من أحاديث رسول الله ، وقد وصل به الأمر في بعض الأحيان أن أكل الحشائش لكي يسد جوعه بعد ما أنفق كل ما معه من مال ، حتى الساعات القليلة التي كان يقتنصها لينال قسطًا قليلاً من الراحة والنوم ، لم يكن يترك نفسه تهنأ بها ؛ فقد كان يقوم في الليلة الواحدة من خمس عشرة مرة إلى عشرين مرة يوقد السراج ، ثم يجلس يصنف ويرتب ما جمعه من أحاديث ليخرج لنا اعظم الكتب فى علم الحديث فى "صحيح البخاري" الذي يتخذه العلماء سنداً فى رواية الاحاديث، حيث جمع الكتاب اكثر من 6 الف حديث ، وصنفوه ايضاً بانه اصح كتاب بعد القرأن.

الا انه مؤخراً شن البعض حملة كبيرة على الامام البخاري وكتابه وحاولوا النيل منه والتشكيك فى صحيحه، حيث أثارت تصريحات احد الخطباء والذي يدعى محمد عبد الله، خطيب التحرير،ضد كتاب صحيح البخاري والتى شن فيها هجومًا حادًا على كتاب صحيح البخارى وتوثيقه للأحاديث النبوية المسجلة فيه عن الرسول، وقوله "صحيح البخارى مسخرة للإسلام والمسلمين"، وأن عذاب القبر ليس من الثوابت ردود أفعال واسعة ونقدا من جانب الجهات المعنية بالإفتاء والخطابة ووزارة الاوقاف والازهر فى مصر.

حيث ردت وزارة الاوقاف قالت إن المدعو محمد عبد الله نصر الشهير بـ"ميزو" لا علاقة له بالأوقاف من قريب أو بعيد، وحديث أمثاله من الجهلاء باسم الدين عار على الثقافة الإسلامية.

وناشدت الوزارة، فى بيان لها وسائل الإعلام، أن تراعى الظروف الصعبة التى تمر بها بلدنا وأمتنا العربية كلها، والتى لا تحتمل استضافة أمثال هؤلاء الجهلة الذين لا صفة لهم سوى محاولة المتجارة بالدين أو بالزى الأزهرى، شأنهم فى ذلك شأن المتطرفين سواء بسواء.

فيما قرر الأزهر الشريف إطلاق اسم "الإمام البخاري" على احدى القافلات القادمة لعلماء الأزهر الشريف والتي تجوب محافظات الجمهورية لإلقاء الدروس الدينية وخطبة الجمعة.

وأوضح الازهر فى بيان له أن القرار يأتي ردا على افتراءات بعض الجهَلَة على المقام العلمي للإمام أبي عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري، المتوفى سنة 256هجرياً، وصحيحه الذي أجمع علماء الأمة أنه أصحّ الكتب بعد كتاب الله ولتذكير المسلمين بفضله العلمي على الأمة الإسلامية كراوي للحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان