الحج عند غير المسلمين.. (2) طقوس وشعائر البوذيين والهندوس
كتب – هاني ضوه :
الكثير من الديانات والعقائد عرفت الحج إلى الأماكن والمعابد المقدسة على مدار التاريخ، ولكن تختلف طقوس وشعائر هذا الحج من ديانة إلى أخرى، بعضها يضم طقوسا قد تكون غريبة وبعضها يأخذ منحى روحيا.
وفي هذا التقرير يتناول مصراوي بعض الطقوس التي يؤديها غير المسلمين من أتباع أشهر الديانات في العالم، وفق معتقداتهم وكتبهم المقدسة:
اقرأ أيضاً:الحج عند غير المسلمين.. (1) عادات وطقوس وشعائر حول العالم
الحج عند البوذية
عرف البوذيون الحج أيضًا، حيث يعتادون أن يحجوا إلى أربع مناطق مقدسة تتوزع بين النيبال والهند، وهي لومبيني مسقط رأس معلمهم الأعظم بوذا في النيبال، وبود جايا حيث جاءه الوحي أو "التنوير" للمرة الأولى، تحت شجرة تين، بعد سنين من التأمل. وسارناث في الهند، حيث علّم للمرة الأولى، وكوسينارا في الهند حيث مرقده و"النيرفانا الأخيرة".
ويتكبد البوذيون معاناة قاسية لأداء طقوس الحج وفق عقيدتهم الدينية، حيث يفترض عليهم الزحف على بطونهم، مرتدين أحذية تشبه الـ"قباقيب" في أرجلهم وأيديهم، حتى يصلوا إلى تمثال "بوذا"، قاطعين مسافات طويلة، فيسجدون له، وذلك في معبد ستوبا، الذي يُعد مركزا مهمًا للبوذية التبتية، ويعود تاريخه للقرنين السادس والخامس الميلاديين، حيث يتوجه آلاف الحجاج البوذيين خلال رحلة مقدسة إلى نيبال لزيارة ستوبا والأديرة القريبة منه.
وحسب موقع "بودانت" فإن الحج في البوذية ليس فريضةً أو طقساً دينياً يكسب البوذي حسنة في العمل، وبدأ أتباع الديانة البوذية في طقوس السفر الجماعي والزيارة إلى الأماكن المقدسة الأربعة بعد أعوام طويلة على موت بوذا. وليس هناك وقت محدد من العام ليقوم البوذيون بحجهم، إلا أن هناك بعض المناسبات الخاصة التي يكثر فيها الزائرون إلى لومبيني. وقد بدأت طقوس الحج في هذه المنطقة تحديداً، بعد أن سافر الملك الهندي أشوكا حاجاً إلى هناك بعد 249 قبل الميلاد.
وطقوس الحج عند البوذيين يشوبها بعض الغرابة والاختلاف حيث يقطعون مسافات طويلة متعبدين مشياً على الأقدام وبشكل جماعي، ويقومون بالتأملات الطويلة خلال رحلتهم، إضافة إلى الأناشيد الروحية من دون موسيقى.
الحج عند الهندوس
في شهر يناير من كل عام يتوجه الحجاج الهندوس إلى مهرجان "كومبه ميلا" ويكون في مواقع مختلفة على طول نهر الجانج وخاصة مدينة الله آباد من أجل المشاركة في طقوس الاستحمام الخاصة التي تحدث كل 3 سنوات، ويعتبر "كومبه ميلا" أكبر تجمع ديني في العالم، ويشارك فيه ما يتراوح بين 60 و70 مليون شخص تقريبا.
ومن ضمن الطقوس الصلاة - كما ذكر د. محمد ضياء الرحمن الأعظمي في كتابه "دراسات في اليهودية والمسيحية وأديان الهند"- تقديم البخور والتمسح بالرماد والاغتسال فى النهر، كنوع من نظافة الجسد والروح من الخطايا والذنوب، كما يجب على الهندوسيّ أنْ يترك الأهل والأقارب، ولا يتصل بهم مدة حجّهِ أبدًا ولا يفكر فيهم. عليه أن يتخلّى عن لباسه، فيغتسل ويختار لباس الإحرام، وهو قميصٌ طويل وإزار بلون أصفر، ويأخذ عصا من القصب الهندى، ويعلق عليه نوعًا خاصًا من الآنية للماء، ويخرج مُرتلًا الوِرْد الخاص، وهو (هرى كرشن هرى رام)، ومن الأفضل أن يمشي على قدميه وهو واجبٌ على البرهمي، وتطوعٌ لغيرهِ.
ويستند الهندوس في حجهم على الروايات الهندوسية إلى أنه قبل آلاف السنين فى العصر الفيدى توصلت الآلهة والشياطين لاتفاق مؤقت يقضي بالتعاون على خض رحيق الخلود فى محيط اللبن الأولى وعلى تقسيمه بالتساوي بينهم، لكن عندما ظهرت الكومبة "أى القارورة" التي تحوي الرحيق هربت الشياطين بها ولحقت بها الآلهة، وتحاربت الآلهة والشياطين 12 يوما وليلة فى السماء على القارورة، وخلال المعركة سقطت نقاط من الرحيق على أربعة أماكن هي أماكن حج كومبة ميلا الحالية، لذا يقوم الحجاج بزيارة الأماكن التى سقط عليها الرحيق.
فيديو قد يعجبك: