اعمال عيد الأضحى وأيام التشريق؟!!
بقلم – هاني ضوَّه :
من رحمة الله بنا أن جعل لنا في كل موسم من مواسم الخيرات طاعات نتقرب بها إليه سبحانه وتعالى، حتى في الأعياد رغم أنها أوقات شغل ولهو مباح إلا أن النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله لم يترك قلوبنا تبتعد عن الله سبحانه وتعالى، فأرشدنا إلى أن نفرح ونلهو باللهو المباح في الأعياد مع تعليق قلوبنا بذكر الله.
ومثل ذلك في أيام التشريق التي هي أيام مباركات يكمل فيها الحجيج مناسكهم، بينما يفرح غير الحجيج بالعيد وذبح الأضاحي تقربًا إلى الله، وقد قال الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم عن أيام التشريق: "أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله"، ونهى عن صيامها فقال: "من كان صائماً فليفطر فإنها أيام أكل وشرب".
وأيام التشريق هي الأيام المعدودات التي قال الله عز وجل فيها {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ}، وهي كذلك الأيام عند الله كما وصفها النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله بقوله: "أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر".
وفي قول النبي عليه الصلاة والسلام وعلى آله : "إنها أيام أكل وشرب وذكر لله" إشـارة إلى أن الأكل والشرب في أيام العيد والتشريق إنما تكون كذلك من أجل عبادة الله عز وجل، فإذا نوى الإنسان بالأكل والشرب في العيد إدخال السرور على النفس والأهل والفقراء فقد تعبد إلى الله بذلك، وإذا نوى أن يعمل بقول الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ}، فقد حصل ثواب إطاعة أمر الله بالأكل من الطيبات والشكر على النعم التي أنعمها الله علينا.
ومن الذكر في أيام التشريق التكبير بتكبيرات العيد خاصة عقب كل صلاة مكتوبة وحتى غروب شمس أخر أيام التشريق الثلاثة، وفي غيرها من الأوقات خلال تلك الأيام، وصيغتها المعروفة والمستحبة هي:
"الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله .. الله أكبر .. الله أكبر .. ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا"، وهي صيغة شرعية صحيحة قال عنها الإمام الشافعي: "وإن كبر على ما يكبر عليه الناس اليوم فحسن، وإن زاد تكبيرًا فحسن، وما زاد مع هذا من ذكر الله أحببتُه".
وكان ابن عمر رضي الله عنهما يكبر في أيام التشريق بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً.
والعبادة في أيام التشريق أفضل من غيرها من الأوقال، وسر كون العبادة فيها أفضل من غيرها أن العبادة في أوقات الغفلة فاضلة على غيرها، وأيام التشريق أيام غفلة في الغالب، فصار للعابد فيها مزيد فضل على العابد في غيرها كمن قام في جوف الليل وأكثر الناس نيام.
فيديو قد يعجبك: