إعلان

الأقرباء أولى بالمعروف.. ملتقى الأزهر: الكرم من الصفات المحمودة واحذروا من الإفراط فيه

06:54 م الأحد 13 أكتوبر 2024

الجامع الأزهر الشريف

كـتب- علي شبل:

عقد الجامع الأزهر الشريف أمس، حلقة جديدة من ملتقى الطفل، والذي يأتي تحت عنوان: "الطفل الخلوق - النظيف - الفصيح"، وذلك في إطار مواصلة الجامع الأزهر والرواق الأزهري، جهودهما في توعية النشء بالآداب الإسلامية والأخلاقيات السليمة النابعة من صحيح الدين، وحاضر في الملتقى الدكتور عبد الرحمن أبو شنب، الباحث بوحدة شئون الأروقة بالجامع الأزهر الشريف، والشيخ محمود عبد الجواد، الباحث بوحدة العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر الشريف.

في البداية، عرَّف الدكتور عبد الرحمن أبو شنب، الكرم بأنه هو تقديم منفعة مشروعة لكل محتاج لها مثل المال والطعام والملابس وكل ما يحتاج إليه في حياته اليومية، والكرم عكس البخل، وهو من أشرف الصفات التي قد يتحلى بها إنسان فكل كريمٍ يُخلّد اسمه، وقد امتدح النبي ﷺ الكرم والكرماء وأخبر التاريخ عنهم وقدّرهم أعظم تقدير، كما ورد ذكر الكرم في الشعر العربي، فليس لأفراد المجتمع سعادةٌ ولا اطمئنان ولا حلاوة ولا سلام، ولا استشعار للراحة والرخاء إلا بالكرم، فالكرم هو استشعار روح التعاطف والتراحم، والشعور بالغير في أوقات سعادتهم وشقائهم، وبذلك يصبح المجتمع قوة مترابطة وبنيانًا مرصوصًا يشد بعضه بعضًا، خاصة وأن الموسرين في المجتمع يُغدقون على الفقراء والبؤساء، ويخففون عنهم عوزهم وفقرهم، ويشدون أزرهم بما فتح الله عليهم.

وأشار الباحث إلى أن الكرم من الصفات المحمودة بين الناس، ولكن ينبغي الحذر من الإفراط في هذا الأمر حتى لا يتجاوزه ويصبح من التبذير، أو أن يكون المرء كريمًا على الآخرين لدرجة لا تُبقي له شيئًا من المال الذي ينفقه على أبنائه وزوجه، ومن المسلمات أن الأقرباء أولى بالمعروف، فلا ينبغي الإنفاق على الآخرين بينما تعلم أن هناك من يمر بضائقة مادية شديدة كالأخ والأخت أو الوالدين والأبناء، إذ لا بأس من العطف والكرم مع من يحتاج إليه ولو بالقليل، ولكن لا ينبغي نسيان من هم أولى بذلك الإحسان.

وأوضح الباحث بالجامع الأزهر، أنّ للكُرماء أجرًا عظيمًا عند الله، فقد يفكون كربة إنسان يحتاج إلى المال أو يسهمون في تعليم شخص ما يحتاج لدفع نفقات ومصاريف دراسته ويُقعده العوز عن إتمام ذلك، فما يلبث أن يجد يدًا تمتد نحوه بالعطاء فيدعو لصاحبها بالخير الكثير.

وأضاف فضيلته: حثّت الشريعة الإسلامية الناس على الكرم ومدحتهم أيما مديح، وقد جاء في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تحث على الكرم والإنفاق، كما أن الله عز وجل ربط البر بالإنفاق من ما يحب عباده والله وحده يعلم ما ينفقون وما يقدمون، وجعل الإسلام الإنفاق الطريقة المثلى للنجاة من عذاب النار، وقد حثّ النبي محمد ﷺ الإنسان على الإنفاق بكافة الطرق والوسائل المشروعة بالرغم من أنه قد يشقُ ذلك على الإنسان؛ فالنفس الإنسانية تحب المال بطبعها وتحب اكتنازه والزيادة فيه، وقد اهتم النبي ﷺ بزرع هذه الخصلة في أصدقائه حيثُ حبب إليهم الإنفاق وقرّبه من نفوسهم، كما بشر أصحابه بأن هناك جزاء لمن أنفق في سبيل الله.

وذكر الباحث أن الشريعة الإسلامية بينت أن للكرم أهمية كبيرة في المجتمع؛ فهو يقوي عملية التكافل بين أفراد المجتمع الواحد، ويضمن للفقير عيش حياة ذات مستوى مناسب، ويستر على الأرملة ويراعي حياءها فيكفيها مد يديها للغرباء، كما يكفل لليتيم حقوقه، كما شجعت الشريعة الإسلامية على الكرم حتى تنمو التجارة وتزداد رؤوس الأموال وتزدهر الصناعات، والعديد من الأنشطة الاقتصادية التي تسهم في تقليل البطالة ورفع عجلة الاقتصاد، وكل ذلك لا يتحقق إلا بالكرم والعطاء.

ومن جانبه تناول الشيخ محمود عبد الجواد، الباحث بوحدة العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر الشريف، شرح حروف الجر حيث قام بتعريفها، موضحاً أنواعها، ومواضعها، وحالات إعرابها، مدللاً علي ذلك بالأمثلة التوضيحية.

وفي نهاية الملتقى، اختتم الباحثان حديثهما بالإجابة عن بعض الأسئلة حول الموضوع، وأثناء الشرح استخدم الباحثان بعض الشرائح التوضيحية، معتمدَيْن على أسلوب المناقشة والتحاور مع الأطفال، تشجيعاً لهم على المشاركة.

يذكر أن ملتقى "الطفل الخلوق والنظيف والفصيح" يعقد يوم السبت من كل أسبوع بالجامع الأزهر، ويتم تنفيذه في بعض المحافظات، وذلك لتربية النشء على أسس صحيحة، وفهم عميق لأخلاقيات ديننا الحنيف.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان