بالفيديو| هكذا رد الإمام الطيب على نظرية "الصدفة" وأدلة الملحدين
كتبت – آمال سامي:
تحدث الدكتور إبراهيم عبدالمعطي، الكاتب والباحث في العلوم اللغوية، عبر قناته الرسمية على يوتيوب، عن نظرية "الصدفة" التي يظن البعض أنها هي الطريقة التي نشأ بها الكون، قائلًا أن هدف من ينشرون هذه النظرية الترويج للإلحاد وعدم الإيمان بالله عز وجل، وأشار إلى ان شيخ الأزهر قد رد على هذه الإدعاءات في كتابه "مقومات الإسلام" والذي نشرته مجلة الأزهر في عدد هذا الشهر، وأستعرض عبد المعطي أبرز ما ذكره الإمام الأكبر أحمد الطيب في كتابه..
وذكر عبد المعطي أن الكتاب يتضمن مجموعة من الموضوعات المهمة، التي أشار شيخ الأزهر إلى أن الغرض منها هو "بيان هذا الدين الذي ظلمه الجهل به في الشرق والغرب، وتطاول عليه الكثيرون ممن لا يفهمونه"، ويشتمل الكتاب على موضوعات مثل: العقيدة، ووجود الله، والقضاء والقدر، والإيمان بالجن، وعذاب القبر، والرد على منكري البعث، والمقاصد العامة للتشريع الإسلامي، ومكانة الأخلاق في الإسلام.
ثم تحدث عبد المعطي بشكل مفصل عن رد الإمام على نظرية الصدفة بالأدلة العقلية والرياضية، حيث أكد الطيب في كتابه أن عقول البسطاء، وكذلك عقول العلماء والفلاسفة والمفكرين، لا تصدق أن الكون ليس له خالق، لكن بعض من يوصفون بالعلم والفلسفة والفكر خالفوا المنطق السليم، وقالوا إن خلق الكون جاء عن طريق "الصدفة"، وعند سؤالهم عن كيفية حدوث هذه الصدفة أشاروا إلى أن ملايين الملايين من الذرات اللانهائية كانت تتحرك في فضاء لا نهائي، في أزمنة سحيقة، دون أن يكون لحركتها هدف معين، وأنها التحمت فجأة، فتكونت كتلة ضخمة جدا، ثم اصطدمت بالشمس، وانقسمت إلى أجزاء كثيرة، كانت منها الأرض والأجرام والكواكب.
ويقول أصحاب هذه النظرية إنه "لو جلست ستة من القردة على آلات للكتابة، وظلت تضرب على حروفها لملايين من السنين، فلا نستبعد أن نجد في بعض الأوراق الأخيرة التي كتبوها قصيدة من قصائد شكسبير، فكذلك كان الكون الموجود الآن، نتيجة لعمليات عمياء، ظلت تدور في المادة لملايين السنين".
وعلق شيخ الأزهر على ذلك قائلًا أنه لا يصح أن يكون أصحاب هذه النظرية من العقلاء والعلماء المسئولين عن حُرمة التفكير وقيمة الكلمة، مؤكدًا أن هذه الأفكار وجدت من يرد عليها في الغرب، فعندما نادى "جوليان هكسلي" بمقولة "الصدفة" في أربعينيات القرن العشرين رد عليه إبراهام موريسون، وهو أحد أقطاب العلم والرئيس الأسبق لأكاديمية العلوم في نيويورك، وكان معاصرا لـ "جوليان هكسلي".
الأدلة العقلية والرياضية لدحض نظرية الصدفة
قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أن نظرية الصدفة، يمكن الرد عليها بالدليل العقلي والدليل الرياضي. فمن ناحية الدليل العقلي، فإنه من المستحيل أن يولد النظام من الفوضى، والكون- باعتراف الماديين أنفسهم- مبني على نظام دقيق، ويوفر الشروط اللازمة لحياة الإنسان والكائنات الحية، وما يترتب على هذه الحياة من آثار وأفعال.
وأما الدليل الرياضي، فيقول الطيب أنه يقوم على الاحتمالات، فالكون يقوم على الانسجام المطَّرد بين كل ظاهرة من ظواهر الطبيعة وبين حياة الإنسان، وحدوث أي اضطراب أو تغيير في هذه الظواهر يعني توقف الحياة ونهايتها الفورية، مشيرًا إلى أن هذا التوافق والانسجام بين ملايين الظواهر الطبيعية، يمكن تفسيره بفرضية واحدة، "هي أن هذا الكون أوجده صانع حكيم"، وأضاف الطيب أننا لو حاولنا تفسير التوافق بين الظواهر الطبيعية بفرضية الصدفة، سوف نضطر إلى افتراض ملايين الملايين من الصدف، وفي كل حالة سوف تهبط درجة الاحتمال حتى تصبح صفرا.
وضرب الإمام الأكبر أحمد الطيب مثالا للاحتمال واستحالة الصدفة، وهو عين الإنسان، التي لو نظرنا إلى الطبقة الأخيرة منها، لوجدناها تتألف من مليون ومئتي ألف خيط من الخيوط الرقيقة (أي الألياف)، ومليون وأربعمئة ألف جسم من الأجسام الصغيرة الدقيقة مخروطية الشكل، وكل هذه الخيوط مرتبة بصورة بالغة الدقة، لكي تتم عملية الإبصار. ولو خلطنا هذه الخيوط، وأردنا إعادة ترتيبها عن طريق الصدفة، فإن احتمال أن يأتي الخيط رقم (1) في مكانه الصحيح، هو احتمال واحد من بين مليون ومئتي ألف احتمال، وهذا في جزء واحد من عضو واحد من أعضاء الإنسان، متسائلًا في تعجب: "فكيف بهذا الكون الرهيب المدهش، بدءا من الذرة وانتهاء بالمجرَّة؟!".
فيديو قد يعجبك: