من غريب القرآن.. معنى قوله تعالى: "فجَعَله غُثَاء أَحْوَى"
كتبت – آمال سامي:
"وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى، فَجَعَلَهُ غُثَاء أَحْوَى" آيات سورة الأعلى التي تتكرر على مسامعنا كثيرًا منذ صغرنا، ولا نعرف تحديدًا ما المقصود بقوله تعالى "غثاء أحوى"، يقول الدكتور السعودي عبد الرحمن بن معاضة البكري، أستاذ الدراسات القرآنية، إن تلك الآيات وسورة الأعلى عمومًا من السور التي تتكرر في صلاة الوتر دائمًا وفي صلاة الجمعة وصلاة العيدين، وتمر علينا آية :"فجعله غثاء أحوى" ولا نعرف معناها بدقة، يوضح البكري معناها قائلًا أن الله سبحانه وتعالى أخرج المرعى أخضر ثم تأتي عليه الرياح والشمس فيتحول إلى غثاء أحوى، فأحوى تعني شديد السواد، فيتحول المرعى إلى غثاء مع يابس ثم يتحول إلى أسود، ويضيف البكري أن الأخضر الشديد الخضرة الذي يميل للسواد يصفه العرب بأنه "أحوى"، بل يصف العرب المرأة الجميلة إذا كانت شفايفها تميل للسواد خلقة أنها "حواء"، لذا يقول ذي الرمة: "لمياء في شفتيها حوّة لعس … وفي اللّثات وفي أنيابها شنب"، فحوة لعس أي شديدة سواد الشفايف من الجمال.
يذكر الطبري في تفسيره لتلك الآية أن الله سبحانه وتعالى يجعل المرعى غثاء، والغثاء هو ما جف من النبات ويبس، فطارت به الريح، أي جعله هشيمًا يابسًا أسودًا من بعد ما البياض أو الخضرة من شدة اليبس، ويقول القرطبي أن الغثاء يقال للبقل والحشيش إذا تحطم ويبس مثل هشيم، والأحوى : الأسود أي إن النبات يضرب إلى الحوة من شدة الخضرة كالأسود.
فيديو قد يعجبك: