لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد الحديث عن نهاية العالم.. عضو الأزهر للفتوى يحسم الجدل بالأدلة الشرعية (خاص)

08:22 م الإثنين 22 يونيو 2020

مركز الأزهر العالمي للرصد والافتاء الإلكتروني

كتب - محمد قادوس:

بعد تداول بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي أن نهاية العالم قد اقتربت، وأن يوم القيامة على حد قولهم سيكون يوم الأحد 21 يونيو 2020 وهو ما وافق تاريخ الأمس، وكانت هذه النظرية قد روج لها قبل 8 سنوات بأن يوم القيامة سيحدث في 21 ديسمبر 2012، ورغم تأكيد الدكتور جاد القاضي - رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية- ، عدم صحة ذلك توجه مصراوي إلى مركز الأزهر العالمي للرصد والافتاء الالكتروني بسؤال حول هذا الأمر من الناحية الشرعية، وهل في الدين ما يشير إلى موعد لتحديد يوم القيامة.

أجاب عن سؤال مصراوي الدكتور عرفة النادي عضو لجنة الفتاوى الالكترونية بالمركز، قائلًا إنه وردت نصوصٌ قطعيةٌ تؤكد أن وقت الساعة من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله – تعالى-، وهذا ما يظهر من قوله – تعالى-: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.. [سورة لقمان- آية: 34]، وقال: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.. [سورة الأعراف- آية: 187]، وقال: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا . فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا. إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا. إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا}.. [سورة النازعات آية: 42-45].

وأضاف النادي أن هذه الايات القرآنية المذكورة صريحةٌ في نفْي علمها عن أي مخلوق، ولخفائها واستئثاره- تعالى- بعلم وقتها، كان العلم بوقت مجيئها ثقيلًا على أهل السماوات والأرض، كذا كان وقوعها ثقيلًا لما يحدث فيها من أمورٍ ثقال وإهلاكٍ للموجودات؛ على ما ورد في أول سورة التكوير وغيرها.

وغاية ما دلت عليه آياتٌ القرآن الكريم : قرب قيام الساعة، لا تحديد وقت قيامها، ومن ذلك: قوله – تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ}.. [سورة الأنبياء- آية: 1]، وقوله ردًا على منكري البعث والمستهزئين بشأنه: {فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا}.. [سورة الإسراء- آية: 51]، وقوله: {يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا}.. [سورة الأحزاب- آية: 63]، وقوله: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ}.. [سورة الشورى- آية: 17]، وقوله: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ}.. [سورة القمر- آية: 1].

وأوضح عضو الأزهر للفتوى، في حديثه لمصراوي، أن السُنة النبوية: جاءت مؤيدة ما ورد في القرآن الكريم، مع البيان، فلم يثبت أنه – صلى الله عليه وسلم – أخبر بوقت وقوعها، بل غاية ما ورد عنه: قُرب وقوعها، كما ذكر القرآن الكريم تمامًا، – وسيأتي توضيح ذلك -.

وأشار النادي إلى أن البعض قد حاول منذ قرون مضت، أن يحدد عمرَ الدنيا، مستندًا إلى آثار، لم تخلُ من مقال، وإجماع المحققين على أنها إسرائيليات أو ضعاف، لا تدل دلالة قطعية على تحديد عمر الدنيا وقيام الساعة، ففي تفسير "الإمام الآلوسي" لآية سورة الأعراف السابقة، تحقيقٌ يتعلق بذلك، ومما أورده:

وبين أنَّ معنى كون علم الساعة عنده -تعالى-خاصة: أنه استأثر به؛ فلم يخبر أحدًا به مطلقًا، سواء كان مَلَكًا مقرَّبًا أو نبيًّا مرسلًا، فقوله سبحانه {لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ}: بيانٌ لاستمرار خفائها إلى حين قيامها، وإقناطٍ كليٍّ عن إظهار أمرها بطريق الإخبار. أي لا يَكشف عنها ولا يُظهر للناس أمرها الذي تسألون عنه، إلا الله – سبحانه – فقط، (لكن بأن لا يخبرهم بوقتها -كما هو المسئول -، بل بأن يقيمها فيعلموها على أتم وجه).

وتابع النادي أن تجليَتها ليست بطريق الإخبار بوقتها، بل بإظهار عينها في وقتها الذي يسألون عنه. وقوله- تعالى-{ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ}: أي كبُرت وعظُمت على أهلهما حيث لم يعلموا وقت وقوعها؛ إذ مَن خفي عليه علم شيءٍ، كان ثقيلا عليه. وقيل: عظُمت على أهل السماوات والأرض حيث يُشفقون منها ويخافون شدائدها. وقيل: المراد: ثَقُل علمها عليهم فلا يعلمونها. والمعنى فيها كلها قريبٌ. وقيل: المعنى ثقلت عند الوقوع على نفس السماوات؛ حتى انشقت وانتثرت نجومها وكُورت شمسُها، وعلى نفس الأرض؛ حتى سُيرت جبالها وسُجرت بحارها وكان ما كان فيها.

وقوله – تعالى- {لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً}: أي إلا فجأة على حين غفلة، يشهد لذلك: ما أخرجه الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ فَرَآهَا النَّاسُ، آمَنُوا أَجْمَعُونَ، فَذَلِكَ حِينَ { لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا }، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ نَشَرَ الرَّجُلَانِ ثَوْبَهُمَا بَيْنَهُمَا، فَلَا يَتَبَايَعَانِهِ وَلَا يَطْوِيَانِهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدِ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ، فَلَا يَطْعَمُهُ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَهُوَ يَلِيطُ حَوْضَهُ فَلَا يَسْقِي فِيهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ، وَقَدْ رَفَعَ أُكْلَتَهُ إِلَى فِيهِ، فَلَا يَطْعَمُهَا ". - وسيأتي تمامه في سياقه -.

وقوله – تعالى-{يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها}: أي عالمٌ بها؛ فـ «حفي»: فعيلٌ، مِن حَفيَ عن الشيء: إذا بحث عن تعرُّف حاله. وقيل: الحفاوة في الأصل: الاستقصاء في الأمر للاعتناء به؛ ومنه: إحفاء الشارب. وتطلق أيضًا: على البر واللطف؛ كما قال – تعالى-{إِنَّهُ كانَ بِي حَفِيًّا} [سورة مريم- آية: 47]، والمعنى المراد هنا متفرع على المعنى الأول لأن من بحث عن شيء وسأل عنه استحكم علمه به. وقيل: إن "حفي" من الحفاوة، بمعنى الشفقة؛ فإنَّ قريشًا قالوا له -عليه الصلاة والسلام -: إن بيننا وبينك قرابة، فقُل لنا متى الساعة؟ وروي ذلك عن قتادة وترجمان القرآن أيضا، والمعنى عليه: أنهم يظنون أن عندك علمها لكن تكتمه فلشفقتك عليهم طلبوا منك أن تخصهم به. وقيل: هو مِن "حفي بالشيء": إذا فرح به، وروي ذلك عن مجاهد والضحاك وغيرهما.

وأوضح عضو لجنة الفتاوى الالكترونية بمركز الأزهر أن الكلام استئناف مسوقٌ لبيان خطئهم في توجيه السؤال إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-؛ بناءً على زعمهم أنه -عليه الصلاة والسلام -عالمٌ بالمسئول عنه، أو أن العلم بذلك من مقتضيات الرسالة، أثر بيان خطئهم في أصل السؤال بإعلام بيان المسئول عنه.

وقوله {قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّه}: يفيد أنه - عليه الصلاة والسلام- أُمر بإعادة الجواب الأول تأكيدًا للحكم وتقريرًا له وإشعارًا بعلته على الطريقة البرهانية بإيراد اسم الذات المنبئ عن استتباعها لصفات الكمال التي من جملتها العلم وتمهيدا للتعريض بجهلهم بقوله تعالى {وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}؛ أي لا يعلمون ما ذكر من اختصاص علمها به – تعالى-، فبعضهم ينكرها رأسًا، فلا يَسأل عنها إلا متلاعبا، وبعضهم يعلم أنها واقعة البتة ويزعم أنك واقف على وقت وقوعها، فيسأل جهلا، وبعضهم يزعم أن العلم بذلك من مقتضيات الرسالة، فيتخذ السؤال ذريعة إلى القدح فيها، والواقف على جلية الحال ويسأل امتحانًا: ملحَقٌ بالجاهلين؛ لعدم عمله بعمله هذا.

وإنما أخفى سبحانه أمرَ الساعة لاقتضاء الحكمة التشريعية ذلك؛ فإنه أدعى إلى الطاعة وأزجر عن المعصية، كما أن إخفاء الأجل الخاص للإنسان كذلك، ولو قيل بأن الحكمة التكوينية تقتضي ذلك أيضًا، لم يبعد.

وظاهر الآيات: أنه -عليه الصلاة والسلام -لم يعلم وقت قيامها، نعم، عَلِم -عليه الصلاة والسلام -قُربَها على الإجمال، وأخبر -صلّى الله عليه وسلّم – به؛ فقد أخرج الترمذي وصححه عن أنس مرفوعا: «بُعثتُ أنا والساعة كهاتين -وأشار بالسبابة والوسطى-»، وفي صحيح البخاري عن ابن عمر مرفوعًا أيضًا: «إنما أجَلَكم في أجَل من خلا من الأمم، كما بين صلاة العصر ومغرب الشمس». وجاء في غير ما أثر: أن عُمْر الدنيا سبعة آلاف سنة، وأنه -عليه الصلاة والسلام -بُعث في أواخر الألف السادسة ومعظم الملة في الألف السابعة.

وبين بعض العالماء قولهم عن عمر الدنيا، وهم:

أخرج "الجلال السيوطي" عدة أحاديث في أن عمر الدنيا سبعة آلاف سنة وذكر أن مدة هذه الأمة تزيد على ألف سنة ولا تبلغ الزيادة عليها خمسمائة سنة، واستدل على ذلك بأخبار وآثار ذكرها في رسالته المسماة "بالكشف عن مجاوزة هذه الأمة الألف"، وسمى بعضهم لذلك هذه الألف الثانية: بالمخضرمة؛ لأن نصفها دنيا ونصفها الآخر أخرى، وإذا لم يظهر المهدي على رأس المائة التي نحن فيها – أي في عصر الآلوسي، وقد مضت بالفعل ولم يظهر المهدي -ينهدم جميع ما بناه، كما لا يخفى على من راجعه، وكأني بك تراه منهدما.

ونقل الآلوسي شبهات للفلاسفة ولأهل الهيئة والأفلاك، توهَّموا منها معرفة عُمر الدنيا ووقت قيام الساعة، وفنَّدها وأبطلها وأظهر تناقضها وتهافتها، وختمها بقوله:

(وكل ذلك مما لم يُنزل الله – تعالى -به سلطانًا، والحق الذي لا ينبغي المحيص عنه: القول بحدوث العالم حدوثًا زمانيًّا، ولا يعلم أوَّله إلا الله تعالى، وكذلك عمْر الدنيا وأول النشأة الإنسانية ومدة بقائها في هذا العالم وقدر زمان لبثها في البرزخ، كل ذلك لا يعلمه إلا الله تعالى. وجميع ما ورد في هذا الباب أمورٌ ظنيةٌ لا سندَ يعوَّل عليه لأكثرها، ووراء هذا أقوال لأهل الصين وغيرهم هي أدهى وأمر مما تقدم، وبالجملة، الباقي من عمر الدنيا عند من يقول بفنائها: أقلُّ بقليل بالنسبة إلى الماضي من ذلك، والله تعالى أعلم بحقيقة ما هناك.

كذا بيَّن "الحافظ ابن حجر العسقلاني"، في شرحه لحديث (بُعثتُ أنا والساعة كهاتَين): أن علمَه – صلى الله عليه وسلم – بقُرب وقوعها، لا يستلزم بالضرورة علمَه بوقت وقوعها، فليس بين النبي وبين القيامة شيءٌ، كما أنه ليس بين السبابة والإبهام شيءٌ، ونقل: أن البعض فهِم من إشارة النبي بأصبعيه: أنها تفيد وقوع الساعة بعد سبعة آ لاف سنة، مستندًا إلى تقوية هذا الفهم بآثار سقيمة، لا ترقى إلا الاستدلال على أمرٍ جدٍّ كهذا، وقد أورد "الإمام الطبري" في مفتتح تاريخه أخبارًا في ذلك، وفي رواتها مناكير، أغلبها يرجع إلى أقوال كعب الأحبار ووهب بن منبه، وهما ممن عُرف بالأخذ عن الإسرائيليات بغزارة. وقد استند القائلون بتحديد عمر الدنيا بسبعة آلاف سنة: إلى حديث ابن عمر عند البخاري – وقد سبق ذكره -، ولا مستند لهم فيه، بل غاية ما يدل عليه التشبيه في هذا الحديث: التقريب، لا غير.

وقد ذكر المحققون: أن القائل بتحديد عمر الدنيا بسبعة آلاف سنة: هم اليهود، الذين زعموا أن النار لن تمسهم إلا أيامًا معدودات، على ما بُين في تفسيرها.

[راجع كذلك: تفسير الأستاذ الإمام محمد عبده، لآية سورة الأعراف].

اما عن أشراط الساعة، فقال النادي في هذا الأمر:

إن هناك دليلا قويّا على إبطال زعْم من يحدِّد عمرَ الدنيا ووقتَ القيامة، فمنها ما وقع ومنها ما لم يقع، وقد رُوي الكلُّ عنه – صلى الله عليه وسلم -، ومن ذلك:

ما أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ، وتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ، ويَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وتَظْهَرَ الفِتَنُ، ويَكْثُرَ الهَرْجُ -وهو القَتْلُ القَتْلُ -حتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ المَالُ فَيَفِيضَ». وقد وقع بعضُ ذلك، ونراه.

كذا ما في البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «والَّذي نفسي بيدِه ليوشِكنَّ أن ينزلَ فيكم ابنُ مريمَ حَكمًا مقسطًا فيَكسرُ الصَّليبَ ويقتلُ الخنزيرَ ويضعُ الجزيةَ ويفيضُ المالُ حتَّى لا يقبلَه أحدٌ».

وأخرج البخاري كذلك من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أيضًا، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «لا تقومُ الساعةُ حتى يخرجَ رجلٌ من قحطانَ يسوقُ الناسَ بعصاهُ».

كذا للبخاري من حديث أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتانِ عَظِيمَتانِ، يَكونُ بيْنَهُما مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ، دَعْوَتُهُما واحِدَةٌ، وحتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذّابُونَ، قَرِيبٌ مِن ثَلاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أنَّه رَسولُ اللَّهِ، وحتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ وتَكْثُرَ الزَّلازِلُ، ويَتَقارَبَ الزَّمانُ، وتَظْهَرَ الفِتَنُ، ويَكْثُرَ الهَرْجُ: وهو القَتْلُ، وحتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ المالُ فَيَفِيضَ حتَّى يُهِمَّ رَبَّ المالِ مَن يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ، وحتَّى يَعْرِضَهُ عليه، فَيَقُولَ الذي يَعْرِضُهُ عليه: لا أرَبَ لي به، وحتَّى يَتَطاوَلَ النَّاسُ في البُنْيانِ، وحتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بقَبْرِ الرَّجُلِ فيَقولُ: يا لَيْتَنِي مَكانَهُ، وحتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِها، فإذا طَلَعَتْ ورَآها النَّاسُ - يَعْنِي آمَنُوا - أجْمَعُونَ، فَذلكَ حِينَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ، أوْ كَسَبَتْ في إيمانِها خَيْرًا، ولَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وقدْ نَشَرَ الرَّجُلانِ ثَوْبَهُما بيْنَهُما، فلا يَتَبايَعانِهِ ولا يَطْوِيانِهِ، ولَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وقَدِ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بلَبَنِ لِقْحَتِهِ فلا يَطْعَمُهُ، ولَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وهو يُلِيطُ حَوْضَهُ فلا يَسْقِي فِيهِ، ولَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وقدْ رَفَعَ أُكْلَتَهُ إلى فيه فلا يَطْعَمُها».

وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَحْسِرَ الفُراتُ عن جَبَلٍ مِن ذَهَبٍ، يَقْتَتِلُ النَّاسُ عليه، فيُقْتَلُ مِن كُلِّ مِئَةٍ، تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، ويقولُ كُلُّ رَجُلٍ منهمْ: لَعَلِّي أكُونُ أنا الذي أنْجُو".

وقد أُفرد الكلام على أشراط الساعة بالتأليف؛ كما في "الإشاعة لأشراط الساعة"، و"الإذاعة لما كان وما يكون بين يدَي الساعة"، فلتراجَع هذه المؤلفات.

فما قول محدِّدي وقت قيام الساعة في العلامات التي لم تقع بعد، وهي ما اصطُلح عليه بالأشراط الكبرى، وقد ثبت نقلها بأسانيد صحاح عنه – صلى الله عيه وسلم؟ -!

وخلاصة على ما سبق أكد عضو مركز الأزهر العالمى للرصد والافتاء الالكترونى، أنه لم يثبت نقلٌ صحيحٌ ولا دليلٌ صريحٌ في تحديد عمر الدنيا ووقت قيام القيامة، وكل ما قيل في ذلك مطعونٌ فيه نقلًا وعقلًا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان