كيف نجمع بين التواضع والثقة بالنفس والعزة التي أمرنا بها؟.. علي جمعة يوضح
كتبت – آمال سامي:
في أحد مجالسه العلمية وفي محاضرة بعنوان "القيم" تحدث الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، عن كيفية التوسط بين الأخلاق المتقابلة، ويشرح ذلك في إجابة على سؤال ورده من الحضور حول كيفية الجمع بين التواضع وبين الثقة بالنفس والعزة التي أمرنا أن نتحلى بها.
"ما الفرق الدقيق بين الشجاعة وبين التهور وبين الكرم والإسراف وبين التواضع والمذلة؟" يتساءل جمعة مجيبًا أن هناك فوارق دقيقة تفصل بين الممدوح والمقدوح وتكلم عنها الكثير من العلماء قديما فقالوا إن الفرق بين هذه الأخلاق المتقابلة التي وجه منها ممدوح والآخر مذموم هو "الحكمة"، وأكد جمعة أن الحكمة هي الفاصل الذي يفصل بين الثقة بالنفس وبين الكبر، ولذلك قال عنها الله تعالى: "يؤتي الحكمة لمن يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا".
وأوضح جمعة أن الحكمة في معناها اللغوي تعني الضبط وبالفعل فثمة ضبط يحتاج إليه الإنسان فيما بين هذه الأخلاق المتقابلة، يقول جمعة ذاكرًا قول العلماء من حتمية ان يكون يناسب الخلق الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، فالعطاء كي يوصف بأنه سرف أو كرم يتوقف ذلك على زمان العطاء ومكانه وكيفيته أي حاله، وما الشخص الذي كان بيننا وبينه العطاء، فالله تعالى يقول: "كلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين" ويقول: "ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملومًا محسورًا"، يقول جمعة: "بمراعاة ذلك تتم الحكمة ونقيس بهذه الأداة كل شيء".
فيديو قد يعجبك: