إعلان

عمرو خالد: الإسلام دين السلام لا الحرب.. وهذا أقوى رد على المتطرفين

04:56 م الجمعة 15 مايو 2020

عمرو خالد


كتب-محمد قادوس:

قال الداعية الدكتور عمرو خالد، إن من أسماء الله الحسنى "السلام"، والذي ود ذكره في قوله تعالى: "هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ" (الحشر: 23).

وأضاف خالد في الحلقة الثانية والعشرين من برنامجه الرمضاني "كـأنك تراه"، أن "الله جعل اسمه السلام.. وتحية الإسلام السلام.. وأول كلمة قالها لآدم لما خلقه: السلام.. وختام الصلاة بالسلام.. ودعاء الختام: اللهم أنت السلام ومنك السلام".

وتابع: "الله سمى رحمته بعباده سلام "سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ"، "وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ".. وسمى جنته دار السلام.. "والله يدعو إلى دار السلام"، بينما لم يسم الدنيا بهذا الاسم، لأنها ليست كذلك، لكن الجنة دار السلام، لأنها قمة السلام والأمان لمن دخلها".

ومضى خالد شارحًا معنى اسم الله السلام، قائلاً: معنى الاسم في اللغة: السلامة، وهو له ست معان: المعنى الأول: السلام الذي سلمت ذاته من العيوب، وسلمت صفاته من كل نقص، وسلمت أفعاله من كل خطأ وشر.

المعنى الثاني: الذي يسلم من لجأ إليه من كل ضيق وهم وألم، لا يمكن تلجأ إلى الله إلا ويسلمك من كل هم وضيق.. لو أصابتك مصيبة اذهب إليه في ساعات الليل.. ابك بين ايديه، توسل إليه، وسيفرج عنك ما أنت فيه "أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ"، "فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ".

المعنى الثالث: الذي يسلم خلقه كلهم في أجسادهم وحياتهم، ضاربًا المثل بكيفية التئام العظام، إذ تظل الخلايا العظمية قائمة حتى الكسر تنشط، لأنها مصممه من أجل سلامتك، وعند المرض تبحث كرات الدم البيضاء عن العدو وتصنع المصل المضاد وتقاتل به الجرثوم وأنت لا تدري.

وبين خالد كيف يتكون جسم الإنسان ويتم الحفاظ عليه، إذ توجد العين داخل تجويف عظمى، والدماغ في الجمجمة، والقلب حوله القفص الصدري، والنخاع الشوكي في العمود الفقري، والرحم في الحوض، معلقًا: "هذا من السلام".

وأوضح أن أسلم مكان في الكون الذي نعرفه لحياة الإنسان هو الأرض، هذا الكوكب مصمم لنا لنحيا بسلام.

أما المعنى الرابع – كما يشرح خالد - : السلام الذي يسلم عباده من العيوب.. ينقيهم ويصلحهم.. يربي ليسلمك في مسيرة حياتك من العيوب.. رباك أكثر من أبيك وأمك.. خبرة وتجارب الحياة من تربية الله لك ليسلمك.. هل هناك أب يريد الشر لأبنه لمجرد إيذاء ابنه.

واستشهد بما رواه عمر بن الخطاب، قال: قُدِم رسول الله بسبي، فإذا امرأة من السبي تسعى، إذ وجدت صبيًّا في السبي أخذته، فألزقته ببطنها فأرضعته، فقال رسول الله: أترون هذه المرأة طارحةً ولدها في النار؟، قلنا: لا والله، فقال: الله أرحم بعباده من هذه بولدها".

وشدد خالد على أن "الله لا يريد أبدًا الشر المطلق.. "لبيك وسعديك والخير كله إليك والشر ليس إليك".

وفيما تساءل: ماذا عن كم الشر الرهيب في الأرض؟، أجاب خالد: الله لم يأمر بالشر، بل سمح به ليكون للإنسان الحرية، لأنه مخير.. لو لم يسمح به لصار الإنسان مسيرًا وليس مخيرًا، ولا معنى للحساب يوم القيامة، ولا للجنة ولا للنار ونكون ملائكة وليس بشرًا نصيب ونخطئ.

واعتبر أن المعنى الخامس للسلام هو أنه "لن تصل للسلام الروحي والنفسي الداخلي إلا بالله ومع الله.. "اللهم أنت السلام ومنك السلام"، لذلك أمرنا بذكره".

واستدرك قائلاً: "سلامتك في هذه الحياة مرتبطة بذكرك لله.. تذكره حتى يغمرك بالسلام.. "يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ" ،يفتح لك أبواب السلام النفسي والأسري والمجتمعي "الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَهِ".

أما المعنى السادس لمعنى اسم الله السلام – وفق خالد – فهو الذي يريد لعباده أن يتعايشوا مع بعضهم بسلام "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"، يحمل السلام للناس.. إرادة الله لعبادة أن يعيشوا في سلام وليس قتالاً.

وشدد على أن "الإسلام دين السلام وليس دين حرب.. الأصل في الدين السلام "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً"، اطرقوا كل أبواب السلام".

وقال إن "صلح الحديبية سماه الله فتحًا ولم يسم كثيرًا من المعارك فتحًا.. وجعل هناك سورة تسمى "الفتح".. "وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ"، معلقًا: "هذا دين دفاعي فقط.. وهذا أقوى رد على المتطرفين".

وخلص قائلاً: "تخيل لو أنك عشت في الحياة بهذا الاسم.. من كثرة تعلقك وإحساسك به.. تعبد الله به كأنك تراه"، معتبرًا أن "أسماء الله الحسنى.. طريق الإحساس العميق بالله.. طريقك للإحسان، الذي هو أرفع مراتب الإيمان.. الذكر يصل بك إليه.. لتعبد الله كأنك تراه".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان