لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الموائد الرمضانية وإطعام الصائمين

الموائد الرمضانية وإطعام الصائمين

الموائد الرمضانية وإطعام الصائمين

09:12 م الأحد 26 أبريل 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم: أسامة أمين سيد بدوي
عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية

الموائد الرمضانية ظاهرة من مظاهر الأعمال الخيرية التي انتشرت واشتهرت في شهر رمضان المبارك، وهي وسيلة للتعاون الإيجابي والتكافل الاجتماعي، وعلامة على حبّ الغير وإيثاره بالخير، قال الله تعالى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا) [الإنسان:8-9] وقال تعالى: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [الحشر:9].

وفي سنن الترمذي بسند صحيح عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اعْبُدُوا الرَّحْمَنَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَأَفْشُوا السَّلَامَ، تَدْخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلَامٍ».

فالإسلام حثنا على إطعام الطعام، وجعله دينًا، وقيمة إيمانية، وصفة حميدة، وعملًا جليلًا محمودًا عند الله تعالى وعند الناس، لكن الإسلام لم يحدد لنا طريقة هذا الإطعام؛ ليبقى الزمان والمكان واختلاف الحال يتسع في كل أمة لما يناسب ذلك!.

والموائد الرمضانية في الحقيقة ليست الوسيلة الوحيدة لإطعام الطعام أو إفطار الصائمين، بل ليست هي الأصل في ذلك، فالإطعام إما أن يصل إلى المحتاج نيئا أو مطبوخا، وبالتالي يتاح للمسلم أن يطبخ الطعام ثم يرسل لأهل بلدته من المحتاجين طعاما مطبوخا طازجا لكل يوم مثلا من أيام رمضان، أو لعدد مخصوص من أيامه، أو ليوم واحد حسب استطاعته، وإما أن يرسل لهم طعامهم في صورة مواد غذائية؛ ليقوم المحتاج باستعمالها في الوقت الذي يناسبه، وبالطريقة التي تتناسب معه ومع أسرته، وهذا بلا شك أفضل من نواحي عديدة:
حيث إن المحتاج لن يستهلك أكثر مما يحتاج.

ويمكنه قسمة الطعام على أكثر من يوم. ويمكنه الاستفادة مما يتبقى من الأطعمة في إطعام الطيور وما شابه. ويمكنه إغناء أهله وذويه وإدخال السرور عليهم.

ولا مانع أن يتكفل كل إنسان بمجموعة من الفقراء، بحيث يتولى أهل كل بلدة من الأغنياء المستحقين فيها من الفقراء، أو المحتاجين، أو أصحاب العمالة اليومية الذين تضرروا من الوباء المعاصر.

وقد يغني في هذا الأمر أن تعطي المحتاج ما يكفيه من أموال الصدقات أو النفقات ليشتري هو طعامه مما يُحِب، وينفقه فيما يحب.

وفي إغنائه بالمال إعانة له على إكرام الضيف، والإهداء إلى الجيران، ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً، فَأَكْثِرْ مَاءَهَا، وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ».

وبالتالي نرى أنه في الإمكان أكثر من وسيلة أصيلة مناسبة ومتاحة بديلة عن الموائد الرمضانية، تحقق التكافل الاجتماعي، والتعاون الإيجابي، والتهادي الذي يجلب المحبة، وينشر الألفة، ويرسم البهجة في القلوب قبل الوجوه!!.

والله نسأل أن يكشف الغمة، ويسلم الأمة، ويعيد الأمن والأمان في النفس والصحة والأهل .. إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير .. وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين.

إعلان

إعلان

إعلان