إعلان

أستاذ بالأزهر: لا يحل البلاء إلا بذنب.. وكريمة: سنة كونية لا أكثر

04:18 م الثلاثاء 04 فبراير 2020

فيروس كورونا

كتبت- آمال سامي:

بعد انتشار فيروس كورونا في الصين مؤخرًا وخروجه منها إلى عدة مناطق ظهر الجدل حول حقيقة وجود ارتباط بين انتشار الأوبئة والأمراض والكوارث وبين غضب الله.

فهل يعني انتشار مرض ما أو حادثة طبيعية كالزلازل والفيضانات والكوارث أن الله غاضب على من تحل بهم هذه الكوارث؟

وهل المسلم الذي تنتهي حياته بهذا الشكل يكون ذلك دلالة على سوء خاتمته؟

تفاوتت الآراء في ذلك، وننقل لكم في السطور التالية رأيان لعالمين بالأزهر في الأمر:

بداية قال الدكتور محمد خليفة البدري، مدرس أصول الفقه بجامعة الأزهر، إن البلاء لا يحل إلا بذنب، ولا يرفع إلا بتوبة، "وبالنظر إلى ما فعلته الصين مع المسلمين نجد الأمر عسيرًا ألا نفسره على هذا النحو"، حيث يرى خليفة أن الصين من الدول التي تعادي الدين عمومًا، فلا مانع من أن يكون ذلك نزل بسبب ذنوبهم وعدائهم لله.

أما عن المسلم الذي يصاب في تلك الحوادث وبذلك المرض فليس ذلك بعلامة على سوء الخاتمة، ولكنه يكفر ذنوبه حسب حديث النبي صلى الله عليه وسلم: مازال البلاء ينزل بالعبد حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة، ويؤكد خليفة أن الأمراض مكفرات للذنوب.

أما الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، فيرفض ذلك قائلًا إن هذا أمر خاطئ فليس هناك علاقة بين انتشار الأوبئة وغضب الله على قوم ما.

ويضيف كريمة أن الله تعالى قال فيما يتعلق بالأوبئة والكوارث وما شابه ذلك: وما نرسل بالآيات إلا تخويفًا، فهي من سنن الله في الكون، ولا ارتباط بينها وبين إسلام وغير إسلام أو توحيد أو شرك أو كفر وإيمان أو طاعة ومعصية، لأن الواقع يشهد بذلك، مثلما حدث في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، من قحط في إحدى السنوات وأمر النبي الصحابة بعدم ادخار لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام، وكذلك حدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم زلزال وارتقى جبل أحد وكان معه بعض الصحابة منهم سيدنا أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم فقال مخاطبًا الجبل: اثبت فإن عليك نبيا وصديقا وشهيدين.

يقول كريمة "الأمثلة كثيرة على ذلك، فالنبي نفسه قد مرض بالحمى"، وفي عهد سيدنا عمر وقع طاعون بالشام، يقول كريمة، فلم يدخل عمر المنطقة المصابة بالطاعون حت قال له أبوعبيدة بن الجراح معاتبًا أو مستفهما: أتفر من قدر الله؟ فقال: نعم أفر من قدر الله إلى قدر الله.

"وفي الأزمنة المعاصرة نجد دولًا إسلامية مثل أندونيسيا بها زلازل وبراكين، وهي أكبر بلد إسلامي من جهة عدد السكان" يقول كريمة متابعًا أن هناك دولًا لا تؤمن بالإسلام وقد تكون شيوعية أو ملحدة ولا تحدث فيها كوارث ولا زلازل، "الأمور لا تحمل أكثر من هذا فالأمور لا تؤخذ بالعواطف فهناك أسباب ومسببات"، وذكر كريمة الأزمة الاقتصادية التي حدثت وذكرها القرآن في سورة يوسف أيضًا قائلًا أننا يجب أن نضع الأمور في نصابها الصحيح ولا نلهث وراء العواطف ونقول انهم عصاة وما إلى ذلك، يؤكد كريمة "هذا كلام عاطفي وليس أصل من التأصيل الفقهي الإسلامي الصحيح"، ويضيف أن هذا بلاء أمرنا فيه أن نصبر وأن نتخذ بالأسباب وأن نتقبل الأمور بموضوعية ومصداقية.

فما معنى حديث الرسول لا ينزل البلاء إلا بذنب؟ يقول كريمة أنه يؤخذ على محمل التخويف والترهيب فقط وما ماثله، فهو دعوة أن تكف الناس عن المعاصي والسيئات، وضرب مثالًا على إسرائيل واحتلالها لأراضي فلسطين قائلًا إنه ليس هناك زلازل ولا أوبئة.. فهل هذا يعني أن الله راض عنهم؟

أما من يتوفى في الأوبئة والكوارث فأمره مفوض إلى الله، يقول كريمة، إننا لم نطلع على الغيب ولا نعرف الجزاءات وهذه عظمة الإسلام، فليس لأحد من كان أن يحكم على شخص أو جماعة، فالله تعالى قال: "إنِ الحكم إلا لله"، وقال في آية أخرى: "إن الله يفصل بينهم".

فإذا توفي المسلم في وباء أو مثل ذلك، فهو من شهداء الآخرة حسب الحديث، يقول كريمة، وشهداء الآخرة يغسلون ويكفنون ويصلى عليهم، ومنهم المبطون الذي مات بمرض، والغريق، والذي يموت تحت الهدم وغيره، "وهذا دون أن ننتقص الآخرين، فنحن لسنا حكامًا ولا أوصياء على الناس".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان