من معاني القرآن.. قوله تعالى: "وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ"
كتبت – آمال سامي:
سئل الدكتور الدكتور عبد الرحمن بن معاضة البكري، أستاذ الدراسات القرآنية السعودي عن معنى قوله تعالى "ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم" في الآية: " وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"، فقال إن العرضة هي الشيء الذي يعترض بين شيئين، فالله يقول في هذه الآية لا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس، وقصة نزول تلك الآية أن أحدهم حلف ألا يفعل معروف ما، وقيل نزلت على أبي بكر الصديق حين حلف ألا ينفق على ابنه عبد الرحمن حتى يسلم، وإذا كان يسأل عن ذلك، فكان يقول أني قد حلفت بالله واقسمت يمينًا بألا انفق عليه، فجعل يمينه عرضة لئلا ينفق على ابنه، وذلك مثلما يقرر أحدهم ألا يزور فلانًا ويقسم على ذلك، وحين يصلح بينهم أحد يقول أنه قد اقسم أو حلف، فجعل الحلف والقسم عرضة، والله تعالى يقول في الآيات ....أي لا تجعلوا الحلف والقسم معترضًا بينكم وبين فعل المعروف، وهو ما يبينه كذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من حلف على يمين ثم رأى أتقى لله منها فليأتِ التقوى".
وعرض الطبري في تفسيره اختلاف المفسرين حول معنى الآيات ثم أجمل القول بالتفسير الذي رآه قائلًا أن معنى قوله تعالى ذكره: " ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم " إذًا: لا تجعلوا الله قوة لأيمانكم في أن لا تبروا ولا تتقوا ولا تصلحوا بين الناس. ولكن إذا حلف أحدكم فرأى الذي هو خير مما حلف عليه من ترك البر والإصلاح بين الناس، فليحنث في يمينه، وليبرَّ، وليتق الله، وليصلح بين الناس، وليكفّر عن يمينه.
فيديو قد يعجبك: