إعلان

"من أوثق عرى الإسلام".. علي جمعة: الحب في الله أعلى مظاهر الإيمان بالله

02:00 ص الجمعة 24 يناير 2020

الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق

كـتب- عـلي شـبل:

أكد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الحب في الله هو أساس وحدة المجتمع المسلم، إذ ما أمر الله به من إحسان في المعاملة للوالدين، والأقربين، والجار، والصحبة، وكل من يخالطهم الإنسان، ما كان له أن يتم باعتباره أوامر مخالفة للعاطفة.

"الحب في الله هو أساس الإحسان في هذه المعاملات كلها"، ويشير جمعة إلى ما أخبارنا به ربنا سبحانه وتعالى عن هذا المظهر البديع، في موقف الأنصار في تكوين أول نواة للمجتمع المسلم على الأرض حيث قال : {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ} وهذا الحب الصادر من الأنصار للمهاجرين الذي وصل حد الإيثار على النفس قد امتدحه الله على أنه النموذج الأعلى للعلاقة بين المسلم وأخيه المسلم.

ويقول فضيلة المفتي السابق، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، إن الحب في الله هو أعلى مظاهر الإيمان بالله، ومن أوثق عرى الإسلام، ولهذا أخبر المصطفى ﷺ في أكثر من حديث عن فضل هذا المظهر الجليل، والخلق العظيم وهو حب المرء في الله لأنه من أهل طاعته، نذكر من هذه التوجيهات النبوية، ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال : " لا يجد أحد حلاوة الإيمان، حتى يحب المرء، لا يحبه إلا لله، وحتى أن يقذف في النار أحب إليه من أن يرجع إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله، وحتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما".. [رواه البخاري].

وتابع عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف أن من هذه التوجيهات أيضا ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : " إن الله يقول يوم القيامة أين المتحابون بجلالي اليوم ؟ أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي".. [رواه مسلم]. ومنها ما رواه أبو هريرة أيضا عن النبي ﷺ قال: "إن رجلا زار أخا له في قرية أخرى، فأرصد الله له على مدرجته ملكا، فلما أتى عليه قال : أين تريد؟ قال: أريد أخا لي في هذه القرية. قال : هل لك عليه من نعمة تربها ؟ قال : أنى أحببته في الله عز وجل. قال : فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه".. [رواه مسلم]

ومنها ما رواه معاذ بن جبل قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "قال الله عز وجل: المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء".. [رواه الترمذي]. ومنها ما رواه البراء رضي الله عنه قال، قال رسول الله ﷺ: "أوثق عرى الإسلام الحب في الله والبغض في الله".. [رواه ابن أبي شيبة].

ويؤكد جمعة أن هناك الكثير من التوجيهات النبوية الشريفة تنبه على منزلة الحب في الله، وقال: لا يخفى أثر ما إذا فشى الحب في الله بين أفراد المجتمع، فلك أن تتخيل مجتمعا متحاب في الله، لا يظلم أحدهم أخاه، ولا يبيع على بيعته، ولا يخطب على خطبته، ولا يوغر صدره، فيجد المسلم في هذا الحين أن كل أوامر الله يسيرة عليه، إذا ما أحب المسلمين في الله، وإنه ليسير على من يسره الله عليه.

وكذلك لا يخفى ما في الحب في الله من أثر عظيم في نشر الدعوة الإسلامية في أرجاء العالم كله، فإن الدين الإسلامي كي ينتشر لابد أن يكون المجتمع الإسلامي نموذجا مشرفا، بحيث إذا رآه الآخرون أحبوا أن يدخلوا في هذا الدين، وليس هناك أفضل ولا أجمل من أن يرى الآخرون المسلمين متحابين في الله، حتى يحبهم الله عز وجل، ويمَّكن لهم، وييسر لهم أمرهم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان