المفتي السابق يوضح الفرق بين الشيطان والوسواس
كتب ـ محمد قادوس:
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن الوسواس مما ابتُلي به الناس {مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} والوسواس يختلف عن حديث النفس، فالشيطان يلقي ما يلقي في قلب الإنسان وينصرف، فترى الوسواس جاءك مرة فإذا صرفته انصرف لأن الله لم يجعل للشيطان على الإنسان سبيلا ولذلك فهو يأتي فيلقي فإذا استعذت بالله أو صرفت الخاطر السيئ انصرف ولا يعود ثانيةً أبدًا لأنه بيشوف غيرك مش فاضي لأنه عنده مهمة الإضلال ويريد يلقي هنا ويلقي هنا ويعمل ويجري هنا، أما النفس فالنفس بين جنبيك فتراها تحدثك بالسوء {إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ} فتراها تأمرك أمَّارة فعالة صيغة مبالغة من فاعل يعني يفعل مرارًا وتكرارا فتراها تأمرك بالمنكر وبالسوء فإذا صرفت خاطرها أمرتك مرة ثانية فإذا قاومت نفسك غلبت نفسك على هذا الأمر فإذا استمرت المقاومة بدأت تخفت وتذهب ولكن بعد تكرار وإلحاح فإذا رأيت المعصية تلوح لك ثم تلوح لك ثم تلوح لك وهناك ما يدفعك إليها دفعا فإنه من نفسك لا تتهم الشيطان لأن الشيطان يخنس ويجري.
وكتب جمعة، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك: إن الإنسان ينتابه الوسواس والوسواس ينتابه ابتداءً من الطهارة أنا اتوضيت أم لا، وبعد ما يتوضأ هل أنا غسلت يدي؟ هل أنا غسلت وجهي وبعده رجلي؟ هل مسحت الرأس ثم يرجع المسكين يتوضأ مرة أخرى وهكذا.
وتابع المفتي السابق: جاء رجل لأبي الوفاء بن عقيل وقال له قد ابتليت بالوسواس، قال: وما ذاك؟ قال: أذهب إلى شط الفرات فأغتسل ثم أخرج وأظن أن بقعةً في رجلي لم يصبها الماء فأغطس مرة ثانية ثم أخرج فأظن أن لُمعة في يدي لم يصبها الماء ثم أغطس مرة ثالثة فأخرج فأظن أن شيئًا من رأسي لم يصبه الماء فماذا أفعل في الصلاة فقد اشتد الأمر؟ قال: لا صلاة عليك فإنك مجنون.
وقد عرف عن أن أبو الوفا بن عقيل كان من كبار الحنابلة. إذًا الإنسان لو سلَّم نفسه للوسواس يفعل أفعال المجانين يغطس تلات أربع مرات في الماء ثم بعد ذلك يظن أنه ما زال لم يصل الماء إلى جسمه ولذلك فإن من رحمة الله بالمؤمن أن يقيه الوسواس، والوسواس يجب علينا أن نقطعه بالعزم والقوة.
ووصف المفتي السابق العلاج قائلا: أما عن بعض حالات الوسواس القهري فيكون هناك خلل في الكمياء في المخ فتذهب للطبيب ويعطيك علاجا فيذهب الوسواس، ولكن العلاج الأقوى هو همة نفسك و(المؤمن القوي خير وأحب عند الله من المؤمن الضعيف).
فيديو قد يعجبك: