إعلان

في ذكرى رحيل محمد عبداللطيف السبكي.. شيخ مذهب الحنابلة بالأزهر

02:50 م الأحد 31 مارس 2019

الشيخ محمد عبداللطيف السبكي

(مصراوي):

في مثل هذا اليوم ٣١ مارس من عام ١٩٦٩ تحل علينا ذكرى وفاة شخصية أثرت المكتبة العربية والإسلامية بمجموعة قيمة من الكتابات التي تناولت الشأن العربي والإسلامي والقضية الفلسطينية وقضايا الأمة الإسلامية من المحيط إلى الخليج، إنه الشيخ محمد عبداللطيف السبكي، عميد كلية الشريعة سابقا، ورئيس تحرير مجلة الأزهر لمدة عقدين، وعضو جماعة كبار العلماء ورئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، وكان آخر من تولى منصب شيخ مذهب الحنابلة بالأزهر الشريف، وقد انتقل الشيخ السبكي للرفيق الأعلى عن ٧٣ عاماً قضاها في سبيل نشر لواء العلم والدين.

تخرج الشيخ السبكي في الأزهر الشريف عام ١٩٢٥ وعُين فور تخرجه مدرساً بمعهد الزقازيق الديني، ثم نقل أستاذا بكلية الشريعة عام ١٩٣٥، وفي نفس العام عين عضوا بلجنة الفتوى حين كان الإمام الراحل الشيخ المراغي شيخا للأزهر وتولى رئاسة اللجنة منذ خمس سنوات .. واختير مفتشا عاما للعلوم الدينية والعربية بالأزهر سنة ١٩٤٧، وفي عام ١٩٥١ عاد إلى منصبه أستاذا بكلية الشريعة وظل بها حتى أحيل للمعاش عام ١٩٥٩، وقضى ٤٤ عاما في خدمة العلم والدين، وجند نفسه لتفسير الدين كما أنزله الله- وفق موسوعة الأزهر في ألف عام.

وكان للشيخ رأى معروف في قضية تحرير المرأة والطلاق نشر في «الأهرام» على عدد كبير من الحلقات، وكانت تتسم بالإيجابية التي لا تتنافى مع الشرع، ورغم ذلك فإن كثيرا ما عرضته آراؤه ومواقفه للكثير من الحرج مع النظام آنذاك، فلقد كان قاب قوسين من وصوله إلى مشيخة الأزهر لولا رأيه الصادم والمفارق للسائد حول فوائد البنوك والتأمين على الحياة الذي حال دون ذلك. وتم العدول عن قرار تعيينه شيخاً للأزهر قبل دقائق من وصوله إلى المنصب واختير بدلا منه الشيخ حسن مأمون، فاختاره الشيخ المراغى شيخ الأزهر رئيساً للجنة الفتوى لخمس سنوات أو يزيد.

اتسع نشاط لجنة الفتوى في عهده وأصبحت تتلقى الفتاوى وترد عليهم.. وكانت للشيخ السبكي مكانة في مقدمة العلماء الدارسين في علوم الدين واللغة .. وعين شيخا لمذهب الحنابلة بالأزهر وهو آخر من تولى هذا المنصب وفي عام ١٩٥٤ عين مديرا لمجلة الأزهر وعضوا في جماعة نشر الثقافة بالأزهر.
وفي السنوات الأخيرة عين رئيسا للجنة إحياء التراث الإسلامي والعربي وعضوا بلجنتي الخبراء وموسوعة عبد الناصر للفقه الإسلامي بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

ترك سجلا حافلا من التراث الإسلامي.. في مقدمته كتب نغمات القرآن، ورياض القرآن، وفي ظلال الكعبة والهجرة النبوية، كما ترك عددا كبيرا من المقالات في منبر الإسلام ولواء الإسلام والوعي الإسلامي ومجلة الأزهر والشبان المسلمين، والعديد من الأحاديث المسجلة بالتليفزيون والإذاعة.. في برامج نور على نور، ورحاب الإيمان، ورأي الدين.

عاش الشيخ الراحل السبكي عالما ومعلما وسيظل مثلا أعلى يذكره بنوه وتلاميذه وعارفو فضله ـ بالتقدير والوفاء ـ في أرجاء العالم الإسلامي. يذكر أن الشيخ السبكى مولود في ١٨ سبتمبر عام ١٨٩٦، بقرية سبك الضحاك بمحافظة المنوفية، ومنها جاء لقبه السبكى نسبة إلى اسم القرية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان