استشهاد الإمام الحسين.. أخبر عنه النبي وأراه جبريل موضعه
كتب - هاني ضوه:
للإمام الحسين وأخيه الإمام الحسن مكانة كبيرة ومحبة عظيمة في قلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، عبر عنها في مواقف كثيرة أظهرت مدى تعلقه صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله بسبطيه ابني السيدة فاطمة الزهراء والإمام علي بن أبي طالب- رضي الله عنهم جميعًا.
من خصائص النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله أن الله سبحانه وتعالى قد كاشف حضرته بالعديد من الأمور والحوادث التي ستحدث في المستقبل ليكون ذلك دليلًا على نبوته (ص).
ودعــا رسول الله (ص) للحَسَن والحُسَين فقال: "اللّهُمّ إني أحبُّهما فأحِبَّهُما ". رواه الترمذي، وقال الرسول عنهما: "هُما ريحانتاي من الدنيا" رواه البخاري، وقال كذلك: "أحب الله من أحب حسينًا"، وقال أيضًا: "حسين مني وأنا من حسين".
والنبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله لا ينطق عن الهوى، وقد أطلعه الله سبحانه وتعالى على بعض الأمور المستقبلية والتي أخبر بها صحابته الكرام لتكون دليلًا على نبوته، ومن بين تلك الأمور أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد علم أن أمته ستقتل حفيده سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين بن الإمام علي رضي الله عنهما.
فقد استشهد سيدنا الإمام الحُسين شهيدًا سعيدًا وهو ابن ست وخمسين سنة، وهـو الذي قال فيه سيدنا الرسول وفي أخيه: "الحَسَن والحُسَين سيدا شباب أهل الجنة" رواه الترمذي وأحمد والطبراني.
وقد علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن أمته ستقتل الإمام الحسين، وهو ما وراه الإمام أحمد في مسنده: "استأذن مَلَكُ المطر على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال النبي: "يا أم سلمة احفظي علينا الباب، لا يدخل علينا أحد، فجاء الإمام الحسين وكان طفلًا صغيرًا، فاقتحم الباب وجعل يتوثب على النبي ورسول الله يقبله، فقال الملك: أتُحِبُّهُ قال نعم، قال: إن أمتك ستقتله وإن شئت أريتُك المكان الذي يُقتل فيه، قال نعم فجاء بتراب أحمر، مد هذا الملك يده إلى كربلاء وأحضر شيئاً من ترابها فأراه للنبي ثم أخذت أم سلمة هذا التراب فصرّته في صُرة ( في طرف ثوبها).
ونقل الإمام ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية" جملة من الأحاديث التي وردت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأسانيد وروايات مختلفة يخبر فيها أصحابه الكرام رضوان الله عليهم بمقتل سبطه الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه، ومنها ما يشير إلى مكان استشهاده في كربلاء.
ومن هذه الأحاديث ما رواه الإمام البيهقي بسنده عن عبد الله بن وهب بن زمعة، أنه قال: أخبرتني أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اضطجع ذات يوم فاستيقظ وهو حائر ثم اضطجع فرقد، ثم استيقظ وهو حائر دون ما رأيت منه في المرة الأولى، ثم اضطجع واستيقظ وفي يده تربة حمراء وهو يقلبها.
فقلت: ما هذه التربة يا رسول الله؟
فقال: " أخبرني جبريل أن هذا يقتل بأرض العراق - للحسين - قلت له: يا جبريل أرني تربة الأرض التي يقتل بها فهذه تربتها".
وكذلك ما رواه الإمام الحافظ أبو بكر البزار في مسنده: عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كان الحسين جالسا في حجر النبي (ص). فقال جبريل: أتحبه؟ فقال: " وكيف لا أحبه وهو ثمرة فؤادي؟". فقال: أما إن أمتك ستقتله ألا أريك من موضع قبره؟ فقبض قبضة فإذا تربة حمراء.
فيديو قد يعجبك: