"الأزهر للفتوى" يحدد 6 أسباب لظاهرة التحرش و6 طرق للعلاج
كتب- محمد قادوس:
عَقَدَ مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية ورشةَ عملٍ اليوم حول (ظاهرة التحرش)، تناولت أسبابَه، وأخطارَه، وسبلَ مواجهتِه، والأدوار الفاعلة التي يمكن أن تقوم بها كافةُ الوزاراتِ والمؤسساتِ والهيئاتِ المختلفة متَّحِدَةً لمواجهة هذه الظاهرةِ الخطيرةِ وغيرها من الظواهر التي تخالف تعاليم الإسلام وقِيَمَه.
في بداية الورشة.. تبادلَ المشاركونَ من أعضاء مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أطرافَ الحديث، وأكّدوا على رغبةَ الإسلامِ الدائمةِ في إقامةِ مجتمعٍ فاضلٍ، تسودُه قِيَمُ العفَّةِ والطَّهارةِ، وتظلُّه شجرةُ الأخلاقِ الوارفةُ، مجتمعٌ يتجنب الموبقاتِ الأخلاقيةَ، والسلوكياتِ الخاطئةَ التي تضرُّ بالفرد والمجتمع على السواء.
وأكد المركز في بيانه أنه من أجَلِّ القيمِ التي دعا إليها الإسلامُ، وحَثَّ عليها النبيُّ عليه الصلاة والسلام قيمةَ احترامِ الإنسان لأخيه الإنسان، وحرمةَ الإساءةِ إليه بقولٍ أو فعلٍ، فلكل إنسان حُرمةٌ يجب ألا يتعدَّاها أحدٌ؛ ودعَّمُوا ذلك بما عُلِم من منزلة (العِرْضِ) في الشريعة الإسلامية؛ حيث عُدَّ ضمن أصولٍ خمسةٍ جاءت الشريعة لصيانتها وعرفت بـ(مقاصد الشريعة الإسلامية)، بل وجَعَلت الشريعة عقوبةَ منتهكيهِ قاسيةً، ولو كان التعدِّي عليه بكلمةٍ كاذبة؛ هذا الحرص الشديد لكي ينتشرَ بساط الأمنِ والأمانِ على المجتمعِ كُلِّهِ؛ لما للأعراضِ من حساسيةٍ خاصة.
حدَّدَ المشاركون في الورشة مظاهرَ التحرشِ في الواقعِ -خاصَّةً في الأعياد والمناسبات العامَّةِ والخاصَّة- والذي يبدأ من النظراتِ الجريئةِ، مرورًا بالتعبيرات التي تحمل النوايا الجنسية الخبيثة غير الطيبةِ، والملاحَقة غيرُ المبرّرة، وكلمات المعاكسات في الشوارعِ والهواتفِ، وانتهاءً بالإشاراتِ بل والأفعالِ غير المرغوبِ فيها، ووصفوا الظاهرةَ بالسيئةِ، الكريهةِ، المنافيةِ للمروءةِ وكمالِ الرجولةِ.
ثم وَقَفَ المشاركونَ على كثيرٍ من أسبابِ ودواعي التحرشِ الجنسي، والتي مِن أهمِّها:
(1) ضعف الوازع الدينيّ والدافع الأخلاقيّ.
(2) الإهمال الأسَري للأبناء في التربية السليمة.
(3) مشاهدة المثيرات الجنسية على شاشات التلفاز والإنترنت، في وقت سهُل فيه الوصول لهذه المواد الخبيثة الرَّديئة التي تهدم المجتمعات ولا تبنيها؛ وعلى عكس ما يُرَوَّجُ له، فهذه المواد سببٌ أصيل في فسادِ الأخلاق، وانتشار الفواحش، وقلة الحياء، والتجرؤ على حدودِ ومحارمِ الله عز وجل.
(4) غيابُ العقوبات الرادعةِ لهؤلاء المُعتدين؛ فمَنْ أَمِنَ العقوبةَ أساءَ الأدب.
(5) سلبيَّةُ المجتمع في كثيرٍ من المواقف التي يجب أن يكون له فيها دورٌ واعٍ يخشاه أصحابُ الأخلاق الفاسدة، والنوايا السيئة.
(6) الاختلاط مع التبرُّجُ وما له من أثرٍ في وجود التحرُّشِ؛ ونحن إذ نُدين الشباب فإننا لا نُخْلي الفتاةَ من المسئولية؛ رغم إدراكنا أن المتحرّش لا يُفرّق بين متبرِّجة أو غير متبرّجة؛ إلّا أن التبرج أدعى لوجود هذه الظاهرة.
وما سبق من سردٍ لبعض أسباب الظاهرة إنما هي أمورٌ لا تبررُ الخطأَ وإنما هي من أسبابه،
وكما أنَّ الشابَّ مأمورٌ بغضِّ البصر فالفتاةُ - أيضًا- مأمورةٌ بسترِ الجسدِ.
في ختامِ الورشة انتهى المشاركونَ إلى إجراءاتٍ وتوصياتٍ تحُدُّ من هذه الظاهرة البغيضة، ومنها:
(1) تكاتُف المؤسسات والمصالح والوزارات والمنظمات لأداء دورٍ توعويّ متكامل -كلٌ في نطاقه- يُحذِّر من أضرار هذه الظاهرة وأخطَارِها، ويحدُّ مِنها ويُجابهها، ويُواجه أسبابَ وُجودِها.
(2) تعاون مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية مع مختلف الوزارات (وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، ووزارة الشباب والرياضة، ووزارة الثقافة، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي) في إلقاء محاضراتٍ وندواتٍ بالمدارسِ والجامعاتِ ومراكزِ الشبابِ، ودورِ وقصورِ الثقافةِ؛ لتوعيةِ الشبابِ بمضارِ هذه الظاهرةِ، وسبلِ مجابهتِها.
(3) إطلاق المركز حملة موسعة على مواقعِ التواصل الاجتماعيّ، وموقعِه الإلكترونيّ لمواجهةِ ظاهرة التحرُّش، بدايةً من يومِ الأحدِ القادمِ الموافق: الثاني من سبتمر لعام 2018، ويهيب بمؤسسات الدّولة مشاركة هذه الحملة.
(4) ضرورة قيام الأسرة -وهي نواة المجتمع وأساسه- بدورِها التربويّ، وتنشئة أبنائها على العفة والطهارة، ومتابعتهم وملاحظة سلوكهم وتصرفاتهم.
(5) الاجتهاد في تقويةِ الوازع الدينيّ لدَى النشء، وتعريفهم تعاليمَ الإسلام وأخلاقَه، وصفاتِ الحق جل وعلا؛ حتى يراقبُوه في تصرفاتهم كلِّها، ومسئوليةُ هذا الدورِ مشترَكةٌ بين الأسرة والمسجد والمدرسة والإعلام.
(6) سنّ قوانينَ لردع المتحرِّشين، ومراقبة ما تَعْرِضُهُ الشاشاتُ من محتوًى قِيَمِيٍّ وأخلاقيٍّ.
فيديو قد يعجبك: