إعلان

خمرها لذة للشاربين.. أنهار الجنة تغري المتقين

08:43 م الإثنين 18 يونيو 2018

إعداد - سارة عبد الخالق:

يقدم مصراوي بعض الأدلة القرآنية على تحريم الله تعالى للخمر وتشديد الرسول- صلى الله عليه وسلم- على تجنبها في الدنيا، واعداً المتقين بأنهار من خمر لذة للشاربين في الجنة.

حرم الله تعالى الخمر في الدنيا وجعلها من الكبائر، وتحدث عنها رسول الله – صلوات الله عليه – في كثير من أحاديثه الشريفة حتى قال عنها إنها أم الخبائث، وأدلة تحريم الخمر في الكتاب والسنة كثيرة، منها ما يلي:

يقول الله تعالى في سورة المائدة (آية: 90): {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

وعن عبدالله بن عباس – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (حرمت الخمر، قليلها وكثيرها، والسٌكر من كل شراب) – صحيح النسائي.

وعن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (كل مسكر حرام، وكل مسكر خمر) – صحيح النسائي.

وفي حديث آخر عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (الخمر أم الخبائث...) – صحيح الجامع.

والله تعالى وعد المتقين والطائعين لأوامره والمنتهين عن نواهيه بالجنة والثواب والأجر العظيم، ومن نعيم الجنة، خمر لذة للشاربين، لكن خمر الجنة يختلف تماما عن خمر الدنيا المسكر الذي يذهب العقل، فالمولى – سبحانه وتعالى – وعد المتقين بأنهار من خمر، يقول الله تعالى في سورة محمد (آية: 15): {مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى ۖ وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ ۖ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ}.

وعد الله عباده المتقين الذين اتقوا سخطه، واتبعوا رضوانه – كما جاء في تفسير السعدي – بالجنة التي أعدها لهم فيها:

- أنهار من أعذب المياه وأصفاها، وأطيبها ريحا، وألذها شربا.

- وأنهار من لبن لم يتغير طعمه.

- وأنهار من خمر لذة للشاربين أي: يلتذ به شاربه لذة عظيمة، لا كخمر الدنيا الذي يكره مذاقه ويصدع الرأس، ويغول العقل.

- وأنهار من عسل مصفى.

ويقول ابن كثير في تفسيره عن أنهار خمر الجنة، إنها ليست كريهة الطعم والرائحة كخمر الدنيا ، بل هي حسنة المنظر والطعم والرائحة والفعل، {لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ} (الصافات : 47 ) ، {لَّا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ} ( الواقعة : 19) ، {بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ} (الصافات : 46 ).

ويوضح ابن كثير أيضا في تفسير {يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ (45) بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ (46) لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ} ، كما قال في الآية الأخرى : {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ (18) لَّا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ} (الواقعة : 17 - 19 ) فنزه الله خمر الآخرة عن الآفات التي في خمر الدنيا ، من صداع الرأس ووجع البطن - وهو الغول - وذهابها بالعقل جملة ، فقال تعالى هاهنا : {يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ} أي : بخمر من أنهار جارية ، لا يخافون انقطاعها ولا فراغها .

قال مالك، عن زيد بن أسلم: خمر جارية بيضاء، أي: لونها مشرق حسن بهي لا كخمر الدنيا في منظرها البشع الرديء، من حمرة أو سواد أو اصفرار أو كدورة، إلى غير ذلك مما ينفر الطبع السليم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان