كيف نحصل على السكينة في حياتنا؟
بقلم – هاني ضوه :
من منا لا يصاب بالاضطراب والاكتئاب من حين لآخر؟! .. من منا لا يبحث عن السكينة والهدوء في حياته ودنياه؟! .. إنها الغاية التي نبحث عنها جميعًا، ولكن كيف السبيل إلى السكينة في حياتنا وكيف نحصل عليها؟!
كل هذه التساؤلات أجاب عنها العالم الصالح الزاهد حاتم الأصم رضي الله عنه والذي كان يتحلى بقدر من السكينة والرضا يتعجب لها الناس، وعندما سؤل رحمه الله: من أين أتَتكَ هذه السّكيِنَة التي لا تكادُ تُفارقك؟
فأفصح عن السر الذي جعله يفوز بالسكينة: "علمت أنّني انّما خُلقت لكي اعبد ربّي عز وجل، فأنا في شغل بذاك، وعلمت أن قضاء الله تعالى عَدلٌ فأنا به راضٍ، وأيقنت أن رزقي لا يجاوزني فوثقت به، وأيقنت أنّ الله يراني حيثما كنت، فأنا أستحي منه، علمت أن لي أجلاً يُبادرني فأنا أبادره بالعمل الصالح".
عرف العابد الزاهد حاتم الأصم رضي الله عنه أنه شغله بعبادة الله والرضا بقضاءه والحياء منه سبحانه هي السبيل الوحيد للحصول على السكينة والراحة في حياته، فكل شئ مكتوب وما على الإنسان إلا السعي والدعاء.
والرضا هو قبول حكم الله في السراء والضراء، والعلم أن ما قسمه الله هو الخير كله، لذا قال سيد الشهداء الإمام الحسين بن علي - رضي الله عنهما -:"من اتكل على حسن اختيار الله تعالى، لم يتمن غير ما اختار الله له".
وليس الرضا هو الاستسلام لواقع يمكن تغييره بالسعي والأخذ بالأسباب كالتداوي من مرض أو السعي وراء الرزق أو دفع ضرر ما، لأن الاستسلام هو الانهزام وعدم بذل الجهد والأخذ بالأسباب لتحقيق الهدف.
أما الرضا فهو استفراغك الوسع وبذل الجهد والأسباب في تحقيق الهدف، لكن لم توفق إليه، فترضى بما قسم الله لك من غير جزع، أو ضجر، أو سخط، كالذي تزوج ولم يرزق الولد رغم سعيه للعلاج، والذي أصيب بمرض لم يستطع دفعه بالدواء، والذي ابتلاه الله بالفقر وضيق ذات اليد، فاجتهد في تحصيل الغنى فلم يوفق.. هنا يأتي التحلي بصفة الرضا بما كتبه الله وقدره، فتحيل القلب إلى سرور دائم، وتشعر النفس بنعيم مقيم.
فيديو قد يعجبك: