إعلان

فضائل يوم الجمعة: ماذا كان يسمى في الجاهلية.. وما أول جمعة في الإسلام؟

03:02 م الجمعة 14 ديسمبر 2018

فضائل يوم الجمعة: ماذا كان يسمى في الجاهلية.. وما

كتبت – سارة عبد الخالق:

يوم الجمعة له منزلة عظيمة عند المسلمين فهو يوم عيد، وهو خير الأيام وأفضلها، وفيه دعوة مستجابة وساعة لا يرد فيها الدعاء، وقد جاءت إحدى السور في كتاب الله عز وجل باسم سورة (الجمعة).

ولكون هذا اليوم له شرف ومكانة هامة، يقدم مصراوي في السطور القليلة القادمة نبذة عن فضائل يوم الجمعة.. وماذا كان يسمى هذا اليوم في الجاهلية قديما؟، وما هي أول جمعة كانت في الإسلام؟ من كتاب (روائع البيان في تفسير آيات الأحكام) لمحمد علي الصابوني.

يوم الجمعة كان يسمى في الجاهلية يوم (العَروبة) - قال السهيلي: ومعنى (العَروبة)، الرحمة كما ذكر بعض أهل العلم، وفقا لما جاء في روح المعاني للألوسي، وكذلك القرطبي -.

وكان أول من سماه بيوم الجمعة هو (كعب بن لؤي)، وروي في سبب تسميته أن أهل المدينة اجتمعوا قبل قدوم النبي – صلى الله عليه وسلم - ، لنا يوماً نجتمع فيه فنذكر الله تعالى، ونشكره، فقالوا: يومُ السبت لليهود، ويوم الأحد للنصارى، فاجعلوه يوم العَروبة، فاجتمعوا إلى (أسعد بن زُرارة) فصلى بهم يومئذٍ ركعتين، وذكّرهم، فسميت الجمعة حين اجتمعوا إليه، فذبح لهم شاة فتغدوا وتعشوا منها، فهي أول جمعة كانت في الإسلام".

وأشار الصابوني في كتابه هذا متحدثا عن أحوال السلف الصالح يوم الجمعة، فيقول: " كان السلف الصالح يقتدون برسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جميع أفعاله وحركاته وسكناته، حتى ولو لم يدركوا السر فيه، وذلك من فرط حبهم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فقد روي عن بعضهم أنه كان إذا صلَّى الجمعة خرج فدار في السوق ساعة، ثم رجع إلى المسجد فصلَّى ما شاء الله تعالى أن يصلي، فقيل له: لأيّ شيء تصنع هذا؟ قال: إني رأيت سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم - هكذا يصنع، وتلا هذه الآية: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصلاوة}..

وكان عراك بن مالك إذا صلى الجمعة انصرف فوقف على باب المسجد فقال: "اللهمّ إني أجبتُ دعوتك، وصلَّيتُ فريضتك، وانتشرت كما أمرتني، فارزقني من فضلك وأنت خير الرازقين".

وقد ذكر الصابوني بعض الأحاديث الواردة في فضل يوم الجمعة، منها:

1- يوم الجمعة أفضل الأيام وأشرفها على الإطلاق:

روي مسلم في صحيحه عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: (خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أُدخل الجنة، وفيه أُخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة).

2- خير يوم طلعت عليه الشمس، وفيه دعوة مستجابة:

روي مالك في (الموطأ) عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: (خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خُلق آدم، وفيه أهبط من الجنة، وفيه تيب عليه، وفيه مات، وفيه تقوم الساعة، وما من دابة إلا وهي مصيخة يوم الجمعة، من حين تصبح حتى تطلع الشمس شفقاً من الساعة، إلاَّ الإنس والجن، وفيه ساعة لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي، يسأل الله شيئاً إلاّ أعطاه إياه).

3- الصلاة على النبي وفضلها:

روى أبو داود في (سننه) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليّ، قالوا يا رسول الله: كيف تُعرض صلاتنا عليك وقد أرمتَ؟ يعني (بليتَ) فقال - صلى الله عليه وسلم -: إن الله عز وجل حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء).

وتحدث الصابوني عن الآيات الكريمة من سورة الجمعة: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا ۚ قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ ۚ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} (من الآية 9 : 11).

وأوضح في المعنى الإجمالي للآيات ما نصه: "يقول الله تعالى فيما معناه يا أيها المؤمنون يا من صدقتم بالله ورسوله، إذا سمعتم المؤذن، ينادي لصلاة الجمعة ويؤذن لها، فاتركوا أعمالكم وأشغالكم، ودعوا البيع والشراء وامضوا سراعا إلى ذكر الله وعبادته، وإلى أداء صلاة الجمعة مع إخوانكم المسلمين، فإن ذلك خير لكم وأفضل وأرجى لكم عند الله، وأعود عليكم بالخيرات والبركات، إن كنتم من أهل العلم والفهم السليم، فإذا أديتم الصلاة وفرغتم منها، فانبثوا في الأرض لقضاء مصالحكم، واطلبوا من فضل الله، فإن الرزق بيده، وهو المنعم المتفضل، الذي لايخيب أمل السئل، ولايضيع عمل العامل، ولا يمنع أحدا م نفضله وإحسانه، واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون".

وأضاف أن هناك فريقا من الناس يؤثرون الحياة الدنيا الفانية، على الآخرة الباقية، فإذا سمعوا بتجارة رابحة، أو صفقة قادمة، أو شيء من لهو الدنيا، وزينتها وبهرجها، تفرقوا عن رسول الله عليه السلام،وانصرفوا إلى متاع الحياة، وتركوا الرسول قائما يخطب، ولو عقلوا لعلموا أن ما عند الله خيرا وأبقى، وأن ثوابه خير من اللهو والتجارة، وأن الله – جل وعلا – هو خير الرازقين، يرزق من يشاء بغير حساب، وما عند الله خير للأبرار".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان