أخبرنا به النبيّ.. من هو "الجَهْجَاهُ" الذي يأتي قبل قيام الساعة؟
كتب - هاني ضوه:
في آخر الزمان يقع الكثير من الأمور والأحداث العجاب، وهي أمور أخبر بها النبيّ، صلى الله عليه وآله وسلم، لكي يتنبه لها المسلم ويستفيق لعله يتدارك نفسه ويكون ضمن زمرة المؤمنين الثابتين على الحق ودين الله بإيمان صادق وأعمال صالحة.
ومن تلك الأحداث ظهور "الجَهْجَاهُ" وهو الذي يأتي في آخر الزمان ويحكم الناس، وقد ذكره النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، في الحديث الذي رواه الإمام الترمذي في صحيحه والإمام أحمد في مسنده والسيوطي كذلك عن أبي هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا يذهب الليل والنهار حتى يملك رجل من الموالى، يقال له: الجَهْجَاهُ".
وفي رواية عند الإمام مسلم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تذهب الأيام والليالى حتى يملك رجل، يقال له: الجهجاه".
ورواية ثالثة أوردها الإمام الطبراني في الكبير عن علباء السلمي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "لا تقوم الساعة حتى يملك الناس رجل من الموالى، يقال له: جهجاه".
فمن هو "الجَهْجَاهُ"؟ ومن يكون وماذا سيفعل؟!
تناول بعض العلماء هذه الروايات بالشرح والتوضيح من كتبهم ومنهم الإمام القرطبي في كتابه "التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة" حيث شرح أنه في أخر الزمان يأتي رجل يحكم ويسوق الناس بعصاه كناية عن غلبته عليهم وانقيادهم له ولم يرد نفس العصا لكن في ذكرها إشارة إلى خشونته عليهم وعسفه بهم. وقال كذلك: وقد قيل إنه يسوقهم بعصاه حقيقة كما تساق الإبل والماشية لشدة عنفه وعدوانه قال ولعله "جهجاه" المذكور في الحديث الآخر وأصل "الجهجاه" الصياح، وهي صفة تناسب ذكر العصا. قلت ويرد هذا الاحتمال إطلاق كونه من قحطان فظاهره أنه من الأحرار وتقييده في "جهجاه" بأنه من الموالي ما تقدم أنه يكون بعد المهدي وعلى سيرته وأنه ليس دونه".
وقد ذكر الإمام البرزنجي في كتابه "الإشاعة لأشراط الساعة" أن خروج "جهجاه" ضمن الأشراط العظام لقيام الساعة، وصرح بأن خروجه يكون بعد نزول نبي الله سيدنا عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام والإمام المهدي عليه السلام.
ولم تشر الروايات النبوية ما إذا كان "جهجاه" ملكا صالحا أم فاسدا، ولكن تشير الروايات والآثار التي أوردها الإمام الطبراني ونعيم بن حماد والهيثمي بأنه سيملك بعد المهدي، وأنه يستن بسنته، ولا يكون أقل منه في الصلاح، وعلى يديه تفتح روما، وفي رواية أنه هو الذي يخوض الملاحم ووفق هذه الآثار يكون المراد بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه يسوق الناس بعصاه الإشارة إلى تملكه أمر الأمة.
فيديو قد يعجبك: