أمة لن تموت
كتب: أحمد حمدى
يقع الإسلام حاليا كفريسة لما تبثه وسائل الإعلام من تطرف وأحداث تدعو إلى اليأس من جانب، وإتهامات لا تنتهى بالإرهاب تصحبها نظرة دونية ولهجة إستعلائية فى الحوار، من الجانب الاخر. فى حالة كتلك قد يفقد الكثير ثقتهم فى قدرة الإسلام على إيجاد حل والنهوض بالأمة، فيغفلون عن وعد الله بأن يبلغ هذا الدين ما بلغ الليل والنهار. لا تدع التشاؤم يسيطر ولا تفقد الأمل، فإن بعد العسر يسر.
لا تغتر بقوة الباطل ولا بثقته ولا بعلو رايته، فإنها ستسقط لا محالة وبذلك وعد ربنا فقال: {و تلك الارض نورثها للذين لا يريدون علوا فى الارض ولا فسادا، والعاقبة للمتقين}، وقال سبحانه وتعالى ايضا: {ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادى الصالحون}.
ولا استطيع الإ أن أذكر موقف رسول الله فى غزوة الأحزاب وحصار المدينة، ففى هذه الغزوة سيطر الخوف على المسلمين فقال ربنا فى وصف حالهم: {بلغت القلوب الحناجر} فكان لا يستطيع أحدهم أن يذهب ليقضى حاجته خوفا من العدو. فى اشد اللحظات خوفا ورعبا، فى ظل حصار يهدد المسلمين بالإبادة بشرهم رسول الله بالنصر المبين. بشرهم بفتح بلاد الشام وبلاد فارس، بشرهم بالإنتصار على أقوى قوتين فى الارض. نعم بشرهم بالنصر وهم فى أشد لحظات الخوف والضعف، انه رسول الله وهذه مدرسته صلى الله عليه وسلم.
نهى رسول الله عن التشاؤوم والإحباط، نهى عن اليأس فقال: "من قال هلك الناس فهو أهلكهم" بمعنى، انه من قال "لا فائدة" او "لن نتغير" فهو اذا بيأسه وسلبيته سبب ما تعانيه الأمة. شدد رسول الله على الأمل فقال: "اذا قامت الساعة وفى يد احدكم فسيلة غرس فإن إستطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها".
وهنا سؤال، لمن نغرس؟، لماذا امر رسول الله بالزرع و هو يعلم ان الساعة قائمة ولن ينتفع بهذا الزرع احد، بل لا يوجد وقت لينمو الغرس اصلا!!.
"حتى تكون ديار المسلمين اخر ما تكون ديار عمار"، نعم على هذا إتفاق العلماء، حتى تكون ديار المسلمين أصلح وأفضل من غيرها. فالمسلمون خلفاء الله فى الأرض، مهمتهم الإعمار حتى اللحظة الأخيرة، همهم جعل عالمنا افضل، روح كهذه لن تموت، أمة تحمل هذه الروح وهذا الفكر ستسعى لتجعل من عالمنا أفضل، نعم إنها أمة الإسلام، إنها أنا وأنت، أستمرت منذ ١٤٠٠ عام وستستمر ما شاء الله لها البقاء، إنها أمتنا، إنها أمة لن تموت.
اشترك في خدمة مصراوي للرسائل الدينية القصيرة.. للاشتراك ... أضغط هنا
فيديو قد يعجبك: