إعلان

يوميات شاب مسلم: مشكلتى من خطبة الجمعة

08:30 ص الخميس 07 مايو 2015

يوميات شاب مسلم: مشكلتى من خطبة الجمعة

كتب - أحمد حمدي :

بذلت قصارى جهدى لامنع النوم عنى، فكلما مالت رأسى إلى الأمام وحدثتنى نفسى بالنوم عارضتها، فكيف أنام فى خطبة الجمعة؟!... نظرت حولى فرأيت عديد النيام وعديد المشغولين بهواتفهم والهائمين فى جدران المسجد... ردت نفسى "وكيف لا تنام وهذا حال الخطبة والخطيب؟!"

نعم، أصبحنا نعانى مشكلة كبيرة فى ما يتعلق بخطبة الجمعة، لا أدرى أين المشكلة، أهى بالخطيب وبقدرته على إيصال المعلومة وشد أنتباه المتلقى، أم هى فى أختياره للموضوعات وطريقة عرضها؟ أم المشكلة فى حقيقتها أكبر من ذلك، وسببها المناخ الدينى العام؟ وقد تكون المشكلة أبسط من هذا كله فلماذا ألقى باللوم على الشيخ والعيب فى المتلقى ولا أبرى نفسى.

ربما لن يختلف الكثير على ان خطب الجمعة لم تعد تمثل الوجبة الايمانية والغذاء الروحى الامثل. فعلى سبيل المثال، كان موضوع الجمعة الماضية فى المسجد عن الاشهر الحرم وعظم أجرها، ثم تحدث عن غزوة تبوك وأحداثها وأبطال الغزوة ثم تحدث عن رحلة الاسراء والمعراج وما فيها من مواقف ثم تحدث عن فضل الانفاق فى سبيل الله، أستغرق كل ذلك ٢٥ دقيقة. أكاد أقسم بأن الشيخ لم يستعد للخطبة، فالخطبة تفتقد لهدف ففضل الاشهر الحرم والحث على الخيرات والنهى عن المنكرات، هذا موضوع، غزوة تبوك وأسبابها وظروفها وأبطالها هذا موضوع، رحلة الاسراء والمعراج موضوع، والانفاق فى سبيل الله موضوع. خلاط المواضيع هذا لا يأتى بنتيجة فلا هو أعطى القصة حقها فوقف على ما فيها من مواعظ وإسقاط على الواقع ولا هو تحدث فى موضوعه الاصلى فبات كالتائه على المنبر يدلى بكل ما يدور فى ذهنه. ولا أخص هذا الشيخ بالتحديد بل هو حال أغلب من سمعت من خطباء الجمعة.

لا ألوم الخطيب منفردا بل ألوم المؤسسة بأكملها فكيف لرجل أن يبدع وأن يعالج مشاكل الناس الروحية ولا يجد هو ما يسد جوعه بعد ان يفنى راتبه الهزيل والذى لا يتخطى عدة مئات شهريا. كذلك ألوم عدم التدقيق فى أحوال وأستعداد الخطباء لهذه المهمة، فالقدرة على إيصال المعلومة أهم بكثير من معرفتها مع عدم القدرة على إيصالها للناس. فكيف لمهمة أصطفى الله خواص خلقه آن يقوم بها شباب غير مؤهل. يجب على القائمين الاهتمام بمستوى الخطباء وتقيمهم بناء على أدائهم الثقافى والفكرى ومدى درايتهم بالأحداث الجارية . نعم أعلم أنها مهمة شاقة ولكنها لله فى سبيل الله.

أقترح إنشاء أو تفعيل اللجان القائمة على تطوير الدعاة والدعوة عن طريق مراجعة الخطب وجمعها والإشادة بالمتميز منها وتفعيل سياسة الثواب والعقاب. كذلك يجب تفعيل برامج تأهيل وورش عمل إلزامية بصفة مستمرة للدعاة تهدف الى تطوير المهارات الشخصية للداعية. وأخيرا، أقترح تخصيص أرقام لاستقبال الشكاوى المتعلقة بالخطباء والنظر فيها.

والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل.

 


موضوعات ذات صلة:

يوميات شاب مسلم.. (الحلقة الأولى: الفرح)

يوميات شاب مسلم.. (الحلقة الثانية: سنة اولى جواز)

يوميات شاب مسلم.. (الحلقة الثالثة: جارى ساكن قصادى)

يوميات شاب مسلم.. (الحلقة الرابعة: شخص سبنى)

يوميات شاب مسلم.. (الحلقة الخامسة: السير عكس الاتجاه)

يوميات شاب مسلم: (الحلقة السادسة: مش غلطان)

يوميات شاب مسلم: (الحلقة السابعة: جدك الشاب)

يوميات شاب مسلم: (الحلقة الثامنة: ولكنكم تستعجلون)

يوميات شاب مسلم: (الحلقة التاسعة: "اليست نفسا")

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان