إعلان

يوميات شاب مسلم: ح 8 - "ولكنكم تستعجلون"

03:04 م الأربعاء 28 يناير 2015

يوميات شاب مسلم: ح 8 - "ولكنكم تستعجلون"

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بقلم: أحمد حمدى

حاول فقط، مجرد محاولة ان تتحدث مع شخص.. اى شخص فى المواصلات فى المترو فى العمل فى اى مكان عن اوضاع البلد.. بركان من الكلمات والانفعالات والشكوى، سينفجر فى وجهك.. "فالحال ليست مستقرة والناس انتهازيين والمشكلة الاقتصادية تطل برأسها، قمنا بثورة واثنين ولا نتيجة، الا ترى حال البلد؟!!" قد يبرر البعض هذه الحالة على انها يأس وفقدان للامل فالظروف الاقتصادية الصعبة تدفع الناس لليأس ولكن السؤال هنا هل ما يدفع الناس هو عدم وجود نتيجة ام استعجال النتيجة.

لا اريد ان اخوض فى جدل سياسى ولكننا دائما ما نستعجل النتائج اذا قدمنا تضحيات كبيرة، فنحن مثلا نتوقع طفرة فى حال بلدنا مباشرة بعد حدوث الثورة، نستعجل الشفاء بعد اول جرعة علاج، نتوقع التفوق بعد اول درس او ساعة مذاكرة، نتوقع الخلاص بعد اول تضحية.. لا اخص المصريين فقط بهذه الصفة ولكنها صفة بشرية "وخلق الانسان عجولا".

حدث مرة ان جاء الصحابى خباب ابن الارت، وهو من اكثر الذين عذبوا على ايدى المشركين، يشكو الى رسول الله شدة التعذيب بمكة فقال (يا رسول الله الا تستنصر لنا؟ الا تدعو الله لنا؟" فما كان من رسول الله الا ان قال "كان الرجل فيمن قبلكم، يحفر له فى الارض فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنين وما يصده ذلك عن دينه،...والله ليتمن هذا الامر، حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت لا يخاف الا الله او الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون).. [رواه البخارى].

نميل دائما للنصر السريع، نحب ان نرى اثار النصر دون تعب حقيقى ولكننا نغفل دائما بان الدول العظيمة والنجاحات الكبيرة تصنع لا تولد.. فالشركات الكبيرة نتاج تعب وتضحية وسهر، كذلك الدول العظيمة فاوروبا لم تكن متقدمة طوال حياتها ولكنها صنعت بتعب وعرق واصرار.

يسهل جدا لعب دور الحكم والحكم على من حولنا، فمن السهل ان نقيم زميل وننتقد اخر ونحكم على مستوى ثالث بانه لا يصلح، ولكننا فى وسط هذا ننسى انفسنا حقا.. وهذا بسبب الاستعجال، لو تمهلنا لوجدنا باننا غير مؤهلين ولسنا على المستوى المطلوب، لكننا نطلب من الاخرين ذلك.. على احدنا ان يصبر فى مكانه ويصلح ويغير ويدع النتائج تأتى على مهل.

ذكر لنا القرآن بان سيدنا نوح استمر داعيا فى قومه لمده ٩٥٠ سنة وما امن معه الا قليل، قيل فى بعض الروايات بانهم ٩٠ كل ١٠٠ سنة يؤمن ١٠. ولكنه استمر وذلك لانه صاحب قضية، يؤمن بما يفعل. فالاصلاح والهداية لا يأتيان فجأة ولا يهديان على طبق من ذهب.

لا يمكننا ان نغير من حولنا ان لم نغير انفسنا لكننا نستعجل.

وللحديث بقية.. فى الحلقة الجديدة من سلسلة يوميات شاب مسلم فى الاسبوع القادم بمشيئة الله

موضوعات ذات صلة:

يوميات شاب مسلم.. (الحلقة الأولى: الفرح)

يوميات شاب مسلم.. (الحلقة الثانية: سنة اولى جواز)

يوميات شاب مسلم.. (الحلقة الثالثة: جارى ساكن قصادى)

يوميات شاب مسلم.. (الحلقة الرابعة: شخص سبنى)

يوميات شاب مسلم.. (الحلقة الخامسة: السير عكس الاتجاه)

يوميات شاب مسلم: (الحلقة السادسة: مش غلطان)

- يوميات شاب مسلم: (الحلقة السابعة: جدك الشاب)

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان