إعلان

يوميات شاب مسلم.. 3- جارى ساكن قصادى

02:59 م الأربعاء 03 ديسمبر 2014

الحلقة الثالثة: جارى ساكن قصادى

بقلم: أحمد حمدى

“انتى يا ست... يا ست ياللى فوق ..... انتى ياللى بتنفضي السجادة .... الغسيل اتوسخ... انتوا ما عندكوش دم”.... لحظات دخلت فيها العاملة “التى كانت تقوم بالتنفيض” لتخبر سيدتها بان احدى الجارات تشتكى... “وكيف لها ان تشتكى”.... ما لبثت “الست هانم” الا وخرجت ليشتعل بعدها الحوار بين الجارتين الى حد السباب.

كان هذا الحوار الذى دار بين جارتين فى احدى احياء القاهرة الراقية.. ونعم السبب الغسيل. نفس المشكلة تثار بصفة مستمرة فى كل احياء مصر، العشوائى منها والراقى الكل فى مشاكل الجيران سواء، وللاسف الكل فى طريقة الرد واسلوب الحوار سواء. سوء الادب لا يفرق بين غنى وفقير، متعلم او أمى ولكن يجب ان يختلف الملتزم. لابد ان يختلف الملتزم او من يحاول التقرب الى الله عن من حوله بحسن الخلق. الايمان يستر عورات النفس ويدارى ما فيها من عيوب فان لم يفعل فما فائدته اذا.

لماذا وعلى الرغم من الحث الشديد على حقوق الجار “لا زال جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت انه سيورثه”.. (رواه الترمذى) نتعامل مع جيراننا بمنتهى الندية. اشعر احيانا وكاننا فى صراع وهمى حول فرض الشخصيات. كلُ منا يحاول فرض ايقاعه ورغباته الخاصة. نتعامل مع حقوق جيراننا وكانها لا شىء. كم مرة كان لعب ابناء جيرانك سببا فى اذى لك، كم مرة كسر احدهم شىء مهم بالنسبة اليك؟.. فقط جرب ان تكلم والدهم.. “عادى،.. عيال وبتلعب” .. “هتعمل عقلك بعقل عيل”.. رد مستفز، من شخص لا يملك ادنى قواعد الذوق فضلا عن عدم استطاعته ان يربى ابنائه. (لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه “شره و اذاه”).. (صحيح مسلم). قاعدة واضحة وصريحة فى الاسلام لماذا اهملناها لا اعلم.

ما يميز الاسلام عن ما سواه هو المفهوم الواسع الذى يشمل كل تفاصيل للحياة. فالاسلام يتعدى فكرة منهج العبادة الضيق الى منهج حياة اكثر اتساعا. فمن صميم الاسلام ان يصلح دينك دنياك وان ينعكس ايمانك القلبى على قولك وفعلك العملى ولا استطيع الا ان اذكر حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين سئل عن جارتين “احداهما تقوم الليل وتصوم النهار وتفعل وتتصدق وتؤذى جيرانها بلسانها. فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم “لا خير فيها هى فى النار” وقالوا ان فلانة تصلى المكتوبة وتتصدق باثواب ولا تؤذى احدا. فقال “هى من أهل الجنة.”.. (شعب الايمان للبيهقى).

ان لم تشعر بالراحة وتستريح فى بيتك فلن تستطيع الراحة ابدا. تعاون مع جيرانك على “لا ضرر و لا ضرار” تعاونوا على البر والتقوى، تعاونوا على ما فيه الراحة للجميع. ولعلى اختم بما قامت به سويسرا من قوانين تفرض حقوق الجيران. تذهب بعض هذه القوانين الى التفصيل الشديد حتى ان بعضها يحدد الساعة العاشرة مساء كموعد اقصى لاحداث اصوات مزعجة “سبحان الله” . فما بالنا ونحن اصحاب القانون الربانى الواضح جدا...لماذا نتركه؟ الله اعلم.

رزقكم الله بجار الخير وصرف عنكم جيران السوء. :)

وللحديث بقية.. فى الحلقة الجديدة من سلسلة يوميات شاب مسلم

موضوعات ذات صلة:

- يوميات شاب مسلم.. (الحلقة الأولى: الفرح)

- يوميات شاب مسلم.. 2- سنة اولى جواز

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان