بعد تعرض جنوب إفريقيا للجفاف وفقدان الماء .. كيف يتطهر المسلمون هناك للصلاة؟

بقلم – هاني ضوه:

تتعرض مدينة "كيب تاون" بجنوب إفريقيا إلى موجة جفاف لم تشهدها البلاد من قبل، ما ينذر بكارثة تتمثل في قطع المياه بالكامل عن المواطنين هناك بحلول شهر أبريل المقبل فيما أسمته الحكومة بـ"اليوم صفر".

ونشر هذا القرار في الصحيفة الرسمية، وقد اتخذ بعد "تقييم حجم الجفاف الحالي وخطورته"، وهو يعهد إلى الحكومة بإدارة هذه الأزمة.

وسيكون سكان "كيب تاون" مضطرين إلى عدم استخدام أكثر من 50 لترًا فقط يوميًا من المياه للشخص الواحد، كما سيضطرون بحلول أبريل المقبل إلى الذهاب إلى مراكز التعبئة المركزية بعد أن يتم قطع المياه بشكل كامل عنهم للحصول على احتياجاتهم اليومية من المياه فيما لا يزيد على 25 لترًا فقط يوميًا للشخص.

ووسط كل هذا يعيش المسلمون في جنوب إفريقيا في حيرة كبيرة بسبب عدم توفر المياه للطهارة والوضوء لصلاة الفرائض، وتزايدت التساؤلات حول كيفية التصرف في مثل هذه الحالة. فاجتهد البعض بأن فكروا في استخدام بخاخ ترش رزاز الماء بدلًا من صب الماء، وهو أمر غير صحيح فقهيًا لأنه من شروط الوضوء سيلان الماء على العضو، ثم أنهم في حالة لديهم فيها رخصة شرعية لفقدانهم الماء.

وقد أجاب الفقهاء عن مثل هذه الحالة وأوضحوا كيف يتطهر المسلم للصلاة في حالة فقده المياه أو نقصها عن احتياجاته الأساسية، وبينوا أنه يجوز للمسلم أن يتيمم بالتراب الطاهر في حالة تعذر الوضوء بالماء بسبب الجفاف أو عدم وجود الماء أو بسبب البرد القارس أو إذا كان الماء سيصيبه بالضرر.

وعن كيفية التيمم بالتراب الطاهر فيكون بضربة واحدة للوجه والكفين، بأن يضرب الأرض ضربة ثم ينفخ في يديه ثم يمسح ظاهر كفيه، يمسح ظهر يمينه بشماله، وظهر شماله بيمينه، ثم يمسح وجهه.

وقد جاءت هذه الهيئة في أحاديث صحيحة بالصحيحين من حديث عمار رضي الله عنه، وهو أصحُّ حديث في صفة التيمم، عن سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى، عن أبيه، قال: "جاء رجل إلى عمر بن الخطاب، فقال: إني أجنبت فلم أُصِبِ الماء؟ فقال عمار بن ياسر لعمر بن الخطاب: أما تذكر أنا كنا في سفر أنا وأنت، فأما أنت فلم تُصلِّ، وأما أنا فتمعَّكت - وفي رواية فتمرَّغت في الصعيد كما تمرَّغ الدابة - فصليت، فذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما كان يكفيك هكذا، فضرب النبي صلى الله عليه وسلم بكفيه الأرض ونفخ فيهما، ثم مسح بهما وجهه وكفَّيه"؛ (رواه البخاري ومسلم)، وفي رواية أخرى عند البخاري: "إنما كان يكفيك أن تصنع هكذا"، فضرَب بكفه ضربة على الأرض، ثم نفضها، ثم مسح بها ظهر كفه بشماله، أو ظهر شماله بكفه، ثم مسح بهما وجهه.