صيام رمضان والست من شوال كصيام الدهر
بقلم – هاني ضوَّه :
وانقضى شهر الصيام والطاعات، ولكن أبواب الخير والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى لا زالت مفتوحة، ولا تقتصر على شهر رمضان فحسب، ومن تلك القربات صيام ستى أيام من شهر شوال، حتى نصطحب أخلاق الصائمين معنا بعد رحيل شهر رمضان المبارك.
وصيام ستة أيام من شهر شوال فرصة عظيمة حتى يقف الصائم على أعتاب طاعة أخرى، بعد أن فرغ من صيام رمضان، وقد حثنا النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله على صيام الست من شوال وبيَّن لنا عظيم فضله فقال: "من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر".
وفي سنن ابن ماجه عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة". وعن النبي أيضًا أنه قال: "صيام رمضان بعشرة أشهر، وصيام الستة أيام بشهرين، فذلك صيام السنة".
كما أن صيام الستة أيام من شوال بعد رمضان دليل على شكر الصائم لربه تعالى على توفيقه لصيام رمضان، وزيادة في الخير، ودليل على حب الطاعات، ورغبة في المواصلة في طريق الصالحات وليس في المواسم فقط.
وقال أهل العلم إنه يجوز صيام الستة أيام من شوال متتابعة أو متفرقة طوال الشهر، واختلفوا في هل تصام قبل قضاء أيام شهر رمضان التي لم يصمها المرء بسبب مرض أو سفر أو غيرها من الأعذار الشرعية على قولين:
الأول: قالوا لاتصام إلا بعد قضاء رمضان لأن في الحديث ( ثم )وهي تفيد الترتيب.
والثاني: قالوا أنه يجوز صيام الست من شوال قبل قضاء أيام رمضان لأن الأمر في القضاء على التراخي واستدلوا أيضا بقول أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها الذي تقول فيه: "إن كان ليكون علي الصيام من رمضان فما أستطيع أصومه حتى يأتي شعبان".
فاحرصوا على اغتنام صيام الأيام الست من شوال حتى يتم عليكم فضل صيام شهر رمضان المبارك، ولتحصيل الأجر العظيم الذي يعادل صيام الدهر كما أخبرنا الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم.
فيديو قد يعجبك: